غلاء المعيشة والارتفاع الفاحش للأسعار وراء انتشار الظاهرة . “الزواج من العاملة”.. هل هو مشاركة أم  استغلال؟

elmaouid

أصبح عمل الفتيات خلال السنوات الأخيرة طلبا ملحا لدى الشباب المقبل على الزواج، حيث صارت العاملات أكثر فئة تجذب أنظار واهتمام كل من يفكر في تكوين أسرة وعيش حياة الإستقرار، نظرا لغلاء المعيشة وزيادة المصاريف.

 

تعتبر العاملة عنصرا هاما في مساعدة زوجها على تحمل أعباء الحياة المادية، الأمر الذي جعل الشباب المقبل على الزواج يفضل أن تكون زوجته عاملة ذات راتب شهري.

 

الزوجة العاملة الأنسب للزواج

يواجه الشباب المقبل على الزواج صعوبات كبيرة خاصة من الجانب المادي، نظرا لغلاء المعيشة والظروف القاهرة التي يعيشها جل شباب المجتمع، فبعد إلزامية توفير الصداق من ذهب وملابس وأحذية وغرفة نوم، أصبح السكن أيضا شرط أغلب الفتيات بالرغم أن معظم الشباب لا يملك سكنا خاصا أو وظيفة ذات راتب جيد، فيضطر إلى كراء منزل يسكن به، لذا وجد العديد منهم أن الحل الأفضل من أجل تخطي هذه المشاكل هي مشاركة زوجاتهم في المصاريف والأعباء، وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت الزوجة عاملة ولديها راتب شهري، ولذا أصبح هذا الشرط من أهم العوامل التي تساهم في إنجاح مشروع الزواج، حيث يحاول الشاب إيجاد فتاة عاملة من أجل الزواج بها قصد مشاركتها إياه في ميزانية الأسرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتوازن المادي، وهذا ما صرح به أغلب الشباب في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، حيث قالوا إن ظروف الحياة الصعبة جعلتهم يفضلون المرأة العاملة دون سواها، وفي هذا الصدد يقول كريم: “لقد تزوجت بفتاة عاملة و هي تساعدني في المصاريف اليومية، و نحن نعيش حياة مستقرة”، أما أمين فقال إنه يبحث عن امرأة عاملة مناسبة من أجل الزواج بها.

 

فتيات تفضلن العمل للظفر بعريس

أصبح شبح العنوسة الكابوس الذي يؤرق فتيات اليوم، حيث صارت الفتاة تهتم بما يجذب الشباب من أجل الظفر بعريس، لذا أصبح العمل بالنسبة إليهن ضرورة حتمية بعدما باتت العاملات الأوفر حظا في دخول القفص الذهبي، و المفضلات لدى الشباب المقبل على الزواج، حيث عملت العديد من الفتيات على إيجاد وظيفة شريفة توفر لهن راتبا شهريا كي تدخلن ضمن قائمة الفتيات العاملات، وهذا من أجل جذب اهتمام الشباب وتحقيق حلم الزواج، وفي هذا الصدد عبرت العديد من الفتيات في حديثهن لـ “الموعد اليومي” أنهن لا يجدن حرجا في مساعدة الزوج في المصاريف والأعباء المادية، خاصة إذا وفر هذا العمل استقرار العائلة وحقق اكتفاءها الذاتي، إلى جانب هذا ترى فتيات أخريات أن هذا الأمر يصب في صالحهن، كونهن سيتمتعن باستقلالية و كذا مساواة بين أزواجهن.

 

فتيات تصفن الشباب بالاستغلاليين

تضاربت آراء ووجهات نظر الفتيات بخصوص تفضيل الشباب للعاملات في مسألة الزواج، حيث رأت بعضهن أن هذا الأمر يعد إجحافا في حقهن واصفات الشباب بالاستغلاليين، كما أضفن في حديثهن أنه من المفروض أن يتم اختيار الزوجة لأسباب أخرى، كالدين والخلق والحياء وليس الطمع براتبها، رافضات فكرة أن تكن زوجات اخترن بسبب عملهن، كما قالت أخريات إن علاقة المودة والمحبة بين الزوجين ستكون مرتبطة بالعمل والجانب المادي فقط، و في هذا الصدد قالت ياسمين وهي عاملة في إحدى المؤسسات العمومية، أنها ترفض أن يكون اختيارها كزوجة من أجل عملها، وهذا ما أكدت عليه يسرى التي قالت إنها رفضت عريسا تقدم لها بسبب منصبها ووظيفتها الجيدة.

 

اجتماعيون يرجعون السبب إلى غلاء المعيشة وتغير نظرة الشباب للعاملة

أجمع عدد من المختصين في علم الاجتماع، الذين حاورتهم “الموعد اليومي”، أن سبب هذه الظاهرة هو غلاء المعيشة التي تعرفها الجزائر، حيث صار لزاما على الشباب أن يختار زوجة تعينه على مصاريف وأعباء الحياة اليومية، إضافة إلى تغير نظرة المجتمع للمرأة العاملة، فبعدما كانت محط تعليق وسخرية لدى الكثيرين، صارت اليوم مطلبا ملحا وشرطا أساسيا لإنجاح مشروع الزواج، خاصة وأنها أظهرت قدرتها على تولي مناصب ووظائف سامية ومهمة، إضافة إلى تمكنها من تحقيق ذاتها وتوفير كل احتياجاتها.