عيد بلا زيارات ولا أصوات الأطفال في الشوارع.. فيروس كورونا يفرض منطقه على الجزائريين

عيد بلا زيارات ولا أصوات الأطفال في الشوارع.. فيروس كورونا يفرض منطقه على الجزائريين

* صلاة عيد عائلية ولمّة افتراضية وشوارع خالية 

حلّ علينا عيد الفطر المبارك، مطلع الأسبوع الجاري، في ظروف أقل ما يقال عنها استثنائية، لتزامنه مع الأزمة الصحية التي تمر بها البلد، ما أجبر السلطات على اتخاذ جملة من الإجراءات يومي العيد، وجعل أجواء عيد الفطر مغايرة لما اعتاد عليه الجزائريون لسنوات.

جاء عيد الفطر المبارك هذه السنة هادئا من دون صخب الأطفال ولا ضجيجهم، ومن دون حركة الضيوف واستقبالهم لتحتفل كل عائلة لوحدها وكانت التكنولوجيا الوسيط بينهم.

 

صلاة عيد جماعة في كل البيوت

قامت جل العائلات الجزائرية بتأدية شعيرة صلاة العيد في المنازل جماعة، وهو ما أكده لنا كل من تحدثنا إليهم مثل السيدة فتيحة التي قالت إنهم يسكنون رفقة إخوة زوجها في منازل منفردة، لكنها في ساحة واحدة، فاتفقوا أن يجتمعوا كلهم في منزل الأخ الأكبر لتأدية صلاة العيد، وهو ما كان فعلا مع اتخاذهم لبعض إجراءات التباعد، وهو تقريبا نفس ما ذهبت إليه السيدة رميساء التي قالت إن رجال العائلة اجتمعوا كلهم وأدوا صلاة العيد، ثم بعدها بدأت العائلة بتبادل تهاني العيد كما جرت العادة.

 

“مزينو نهار اليوم” لإضفاء جو العيد

حرص كل من تحدثنا إليهم على تشغيل أغنية “مزينو نهار اليوم” بصوت عالٍ لخلق جو العيد في المنزل، وهي الأغنية التي اعتاد الجزائريون سماعها كل عيد ولا يحلو أن يمر عيد دون سماعها.

 

بالونات لتزيين ديكور المنازل

حرصت الكثير من العائلات على نفخ البالونات وتوزيعها عبر أرجاء المنزل، فساهمت في خلق جو المرح واللعب، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لتمضية العيد داخل المنزل، و هو ما لم يتعودوا عليه، فحاول الأولياء خلق أجواء مرحة داخل البيوت.

 

التكنولوجيا واللمّة الافتراضية

بفضل التكنولوجيا، تمكنت العائلات من لقاء بعضها ولو افتراضيا، وبفعل التطبيقات الكثيرة تواصل الجزائريون مع بعضهم مشغلين كاميراتهم فشاهدوا بعضهم وهم ملتفين حول طاولات الشاي والحلوى كأضعف الإيمان.

 

حنطابلي: الزيارات في العيد فرصة لصيانة الروابط الاجتماعية

وأكد في هذا السياق يوسف حنطابلي مختص في علم الاجتماع، أن جل العائلات الجزائرية تحافظ على الزيارات المباشرة والمغافرة التقليدية بالتنقل مباشرة إلى الأهل والأحباب، غير أن عتابا سجل في السنوات الأخيرة لاقتصار المغافرة على رسائل التهنئة بالهاتف أو وسائط التواصل التكنولوجية الحديثة.

وقال حنطابلي إن العيد لدى الجزائريين يرتبط بطقوس وعادات مثل تبادل الهدايا والحلويات وغيرها، مؤكدا أنه لا تزال هنالك نواة في المجتمع تتمسك بها.

وأفاد المختص أن الإشكال الكبير والقلق الأكبر لدى الجزائريين يكمن في أفق الحجر الصحي ومآلات هذا الوضع.

وقال نفس المتحدث إن الجانب الافتراضي في التهنئة بالعيد قد يكون وسيلة للخروج من حالة النفاق الاجتماعي، وقد نسجل نتيجة عكسية ليس بالضرورة أن يكون ذلك في الآجال القريبة، ومعروف، يضيف المختص، أن العيد في كل الأعراف المجتمعية محطة لإعادة صيانة الروابط الاجتماعية، كما أن التواصل المباشر هو الضامن لبقاء التواصل بين الأجيال وعادة ما يكون ذلك من خلال كبير العائلة على اعتبار أن الأجيال الحالية أقل تواصلا.

لمياء بن دعاس