عيد الفطر في زمن كورونا… مواقع التواصل الاجتماعي تعوض صلة الأرحام 

عيد الفطر في زمن كورونا… مواقع التواصل الاجتماعي تعوض صلة الأرحام 

حل عيد الفطر هذه السنة، في ظروف صعبة تعيشها الأمة الإسلامية بسبب جائحة كورونا، وما واكبها من فرض حالة الطوارئ الصحية، وهو ما جعل المسلمين خلال عيد الفطر يلتزمون البيوت عوض ما جرت به العادة من زيارة الأهل والأحباب في كل مناسبة العيد .وبالرغم من أن الشرع لم يأت تحديد للمدة التي يجب صلة الرحم فيها، كما لم يأت تحديد لكيفية صلتهم، والأشياء التي يوصلون بها.. لكن ومع تصور الحياة واستحداث وسائل جديدة للتواصل بين الأرحام صارت هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة أشهر وسائل التواصل عن بعد في الزمن ” الكوروني”. يقول النووي: صلة الرحم هي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة تكون بالخدمة، وتارة تكون بالزيارة، والسلام، وغير ذلك .ويقول القرطبي: الرحِم التي توصل عامة وخاصة، فالعامة: رحِم الدّين وتجب مواصلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحب .وأما الرحم الخاصة : فتزيد للنفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم .

وعن استخدام الهاتف وغيره من التطبيقات الحديثة لصلة الأرحام وهل تجزئ، أجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: نعم، هذا من صلة الرحم، المكالمة الهاتفية، والمكاتبة بالقلم: كلها من الصلة، كونه يكتب إليه، إلى أخيه، أو عمه، أو قريبه، يسأله عن صحته وعن حاله، أو يكلمه بالهاتف : كله طيب، كله من الصلة .وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :صلة الرحم ليس فيها حد لا في المدة، ولا في الكيفية، ولا بالذي يوصل به مال أو كسوة أو غيره، فجاءت النصوص مطلقة ” صلة رحم “، فما عدَّه الناس صلة : فهو صلة، وما عدوه قطيعة : فهو قطيعة، وبهذا تختلف الأحوال، قد يكون الناس في حال فقر والأقارب يحتاجون كثيراً : فهنا لابد أن أصلهم بالمال، وقد يكون بعض الأقارب مريضاً يحتاج إلى عيادة : فلا بد أن أعوده، فالمهم أن صلة الأرحام موكولة إلى عرف الناس، وليس لها حد .وقد ساهمت بشكل كبير تطبيقات التواصل الحديث في تقريب المسافات بين الأهالي والأقارب أينما كانوا، خصوصا في هاته الفترة التي يجتاح فيروس كورونا العالم، فمواقع التواصل الاجتماعي تسمح لمستخدميها بالمشاهدة والكلام، وكأن الأقارب والأحباب مجتمعين وبالعيد فارحين.