استقبل الجزائريون عيد الأضحى المبارك بشكل مختلف تماما هذا العام، حيث يواصل فيروس كورونا حصد ضحاياه في موجة ثالثة تعد الأعنف منذ ظهوره السنة الماضية، الأمر الذي أثّر على الجانب الاقتصادي للبلد والوضع المادي للمواطنين، وهو ما جعل الكثير منهم يُحرم من الأضحية.
في ظل أزمة كورونا التي يمر بها العالم، لا شيء يبدو طبيعياً أو كما كان سابقاً. رغم عدم فرض الحجر المنزلي ومنع الخروج، إلا أن عيد الأضحى بدا غريباً ومختلفاً عما كان عليه في السنوات الماضية حين كان يحتشد مئات الآلاف من الحجاج قرب الكعبة ويدورون حولها وهم يتسابقون ويتدافعون أحياناً. غير أن مناسك حج 2021 لا تختلف عن مناسك حج 2020، إذ أعلنت السلطات السعودية تقليص عدد المشاركين في المناسك وعلى أن يكونوا من داخل المملكة فقط وسط إجراءات صحية احترازية فُرضت بسبب الوباء.
محاولات لجعل العيد عيدا
حاول الجزائريون خلق أجواء مميزة لعيد الأضحى دون الإخلال بالتدابير الوقائية التي صاروا يؤمنون بها أكثر من كل وقت بعد التفشي الكبير لفيروس كورونا، حيث حافظ الجزائريون على طقوس النحر في أجواء عائلية فيها من البهجة ما يُسعد الكبار و الصغار، كما حرصت ربات البيوت على تحضير كل ما لذ وطاب من المأكولات التي اعتادوا تحضيرها واجتماع الأسرة عليها، فالشواء وأطباق البوزلوف والعصبان جعلت للعيد رائحته ونكهته، فيما فضل الكثيرون تبادل تهاني العيد عبر الهاتف أو وسائل التكنولوجيا للحفاظ على سلامتهم وسلامة أهلهم وذويهم.
النحر وفق القواعد الصحية فرض نفسه
فرض التزايد المخيف لضحايا الجائحة على المضحين نحر الأضحية الذي يعد أهم طقوس هذا العيد، “وفق قواعد صحية صارمة” من أجل تفادي أي خطر إصابة بفيروس كورونا “كوفيد-19″، حسب ما أوصى به المهنيون في قطاع الصحة.
وشكل هذه المرة نحر الأضحية الذي يمارس وفق طرق تقليدية لا تتوافق مع القواعد الصحية ولكن يفضلها أغلب المضحين، مصدر قلق كبير لاسيما لدى المهنيين بالنظر للظروف الصحية التي تعزز من انتقال الفيروس.
وبما أن فيروس كورونا ينتقل في حال توفر الظروف الملائمة لتطوره والتي قد تتعزز بطقوس نحر أضحية العيد وهي اللعاب والسعال والدم والرطوبة ونقص النظافة.
وشهدت الأيام التي سبقت العيد عددا من الحملات التوعوية بهذا الخصوص، كما أكد الأطباء أن نحر الأضحية دون احترام تدابير وقائية صارمة سيكون “مسؤولا عن موجة جديدة من الإصابات”، مضيفين بأن تخوفهم يرتكز على متابعة الوضعية الصحية العالمية وملاحظة إعادة ظهور وتفشي فيروس كوفيد-19 انطلاقا من أحد المذابح على مستوى إحدى المدن الألمانية.
ق. م