السؤال
حالتي بدأت منذ ثلاث سنوات، جاءتني نوبة شديدة من القلق والارتعاش، وقضيت ليال لا أستطيع النوم إلى درجة أن رأسي تحول إلى شيء صلب كالحجارة، ذهبت إلى طبيب عصبية ونفسية، وأجرى لي رسم مخ، وصنف حالتي بأنها توتر شديد، وأعطاني دواء مخصصا للأعصاب أخذت الأدوية لمدة سنة ونصف، وتحسنت حالتي، ثم أوقفتها بالتدريج رغم الآلام التي واجهتها من القيء والضغط والصداع.
أنا الآن متوقف عنها، صار لي عام، ولكن بين كل حين وآخر تأتيني هجمات تشبه الزلزال، انسداد في الحلق، وضيق تنفس، وسخونة، وتوتر وعرق، ولا أتحمل الأصوات، وإذا حدث صوت مفاجئ أفزع، ولا أستطيع التركيز، ولا إكمال أي برنامج في التلفاز ثم تذهب النوبة وهكذا، وكذلك أعاني من ضغط الدم غير الثابت، فعندما آخذ دواء الضغط صباحا ومساء يصبح ضغطي عاديا، وأحد الأطباء قال: إنه ضغط عصبي توتري غير ثابت، والدليل أنه استجاب للدواء.
ماهي نصيحتك؟
مصطفى. م
الجواب
النوبة التي أتتك هي في ظاهرها هي نوع من القلق التوتري الشديد، والأدوية التي أعطاها لك الطبيب تستعمل غالباً في اضطرابات المزاج، وعموماً أنت بعد ذلك توقفت عن الدواء وظللت دون أدوية لمدة عام وأصبح لديك شيء بسيط مما يمكن أن نسميه أعراض نفسوجسدية فيما تحسن به من انسداد في الحلق وهجمات أو هبات تشبه الزلزال، وضيق التنفس، وسخونة والتوتر وعرق، ولا تتحمل الأصوات هذا دليل على وجود القلق أو أن النواة القلقية لا زالت موجودة.
أعلمك أن هذه الطاقات النفسية مطلوبة في حياتنا لكن حين تشتد قد تتحول إلى طاقات سلبية، أريدك أن تتدرب بكثافة على تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جداً، الأسس العلاجية الأخرى هي تكثيف النشاط الاجتماعي، بل القيام بالواجبات الاجتماعية هذا وجدناه من أفضل التطبيقات النفسية والسلوكية، عليك أيضاً أن تنظر للمستقبل بصورة تفاؤلية وأن تكون حسن التوقعات، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون لك آمال وطموحات وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك، هذه الإرشادات مهمة جداً، وهي تمثل عناصر أساسية في العلاج، أما العنصر الأخير وهو عنصر الدواء فأنا أراه أيضاً مهم؛ لأن سببية هذه الحالات النفسية لا يستبعد أبداً أن تكون متعلقة بشيء من اضطراب في كيمياء الدماغ، وقطعاً ما هو بيولوجي أو كيمائي لا يعدل إلا من خلال البيولوجي وما هو كيمائي أيضاً وفي هذه الحالة هو الدواء، والدواء الذي وصفه لك طبيبك بسيط، سليم فعال جداً، وأنا أعتقد أنك تحتاج له لمدة قصيرة وبجرعة صغيرة، ما نصحك به طبيبك كما اخبرتني في الخاص صحيح أن تبدأ بنصف حبة كجرعة تمهيدية، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة أي 50 مليغراما، وهذه جرعتك العلاجية الوقائية والتي أرى أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، والذي وصف لك يعتبر بدايات الجرعة الفاعلة، فلا تنزعج خاصة أن الدواء سليم.
د/ عمر. ش