عيادة الموعد.. التأتأة صعبت عليّ حياتي الاجتماعية

عيادة الموعد.. التأتأة صعبت عليّ حياتي الاجتماعية

السؤال
أنا فتاة عمري 25 عاما، عازبة، مستواي التعليمي جامعي، مشكلتي هي أنني أعاني من التأتأة والحبسة في الكلام منذ الطفولة أي منذ أن بدأت بالنطق وحتى الآن، تعرضت للكثير من المواقف المحرجة والمؤلمة بسبب التأتأة والحبسة في الكلام منذ أن كنت طالبة في المدرسة وحتى الآن، مشكلتي في التأتأة والحبسة في الكلام يرافقها إغماضي لعيني، والضغط عليهما والترميش عندما أريد التحدث مما يسبب لي الإحراج، وبسبب التأتأة أعاني من مشاكل اجتماعية رافقتني منذ طفولتي وحتى الآن، فأنا لا أصدقاء لي، وأخاف من التحدث وقليلة الكلام ومهزوزة، وأعاني من التوتر والقلق والخوف ومرتبكة في أغلب الأحيان، وها أنا الآن أعمل في شركة وأعاني كثيرا من التوتر والقلق وضيق الصدر، ولا صديقات لي في العمل، وعندما يتوجه إليّ أحدهم بسؤال فإنني أتوتر ولا أجيب براحة وهدوء وثقة، والجميع في العمل يتحدث ويضحك، أما أنا فألتزم الصمت غالبا، وإذا تحدثت لا يكون كلامي جميلا لأنني غير مرتاحة ولست على طبيعتي، وأندم على ما أقول أو أفعل لقلة ثقتي بنفسي وأن الآخرين سيستهزئون بي لما قلت أو فعلت، ومترددة حتى عند شرائي للملابس.

أرجو المساعدة في حل مشاكلي

 

إيمان. ر

الجواب

التأتأة والحبسة في الكلام عند البنات قد تسبب بالفعل إشكالية، لكن في حالتك أنت أكملت مراحلك الدراسية، والآن تعملين في وظيفة، وهذا دليل قاطع أن نجاحاتك الوظائفية والاجتماعية واضحة، مهما كانت معاناتك، مهما كانت المخاوف التي تسيطر عليك، وكذلك القلق والتوتر، والتقييم السلبي لذاتك، لكن أنا أرى بصفة عامة أن إنجازاتك هي المقاس الحقيقي أنه لم يحدث لك أي نوع من الإعاقة من هذه التأتأة، لكن هذا لا يعني ألا نعالجها، بل نحرص على علاجها، وذلك من خلال الآتي:

أولاً: ابذلي جهدًا كبيرًا بألا تراقبي نفسك أثناء الكلام، وأريدك أن تُجري حوارات كلامية داخل المنزل مع أفراد أسرتك على وجه الخصوص، وحين تتحدثين مع أحد أفراد أسرتك تخيلي أو تصوري أنك تتحدثين مع أحد الغرباء.

ثانيًا: أرجو أن تقرئي القرآن بصوتٍ مرتفع، بشرط أن تكون قراءتك صحيحة، خاصة فيما يتعلق بمخارج الحروف، وأن تربطي ما بين التنفس والتلاوة، هذا قد يتطلب أن تتواصلي مع إحدى المختصات لتتعلمي منها هذه الأسس التي ذكرتها لك.

والنقطة الثالثة هي: أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، وتطبقيها بصورة منتظمة.
النقطة الرابعة: أريدك أن تكرري حركة انقباض العينين وتكرار الترميش، حتى تُصابي بإجهاد، اجلسي على كرسي، وأنت في حالة استرخاء أبدئي في الترميش بصورة متواصلة حتى تحسي بأنك قد أُجهدتِ تمامًا، كرري هذا التمرين صباحًا ومساءً، هذا التمرين وجد أنه يُعالج الفعل غير المرغوب فيه من خلال عملية الإجهاد النفسي والجسدي التي تحدث من تكراره، كأننا نستفيد من النقيض أو المضاد لعلاج الحالة.

د/ عمر. ش