عندما ينقلب موسم الاصطياف إلى مواجع.. البحر يبتلع العشرات ويتحول إلى غول تخشاه الأمهات

عندما ينقلب موسم الاصطياف إلى مواجع.. البحر يبتلع العشرات ويتحول إلى غول تخشاه الأمهات

تزامنت بداية العطلة الصيفية هذه السنة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما جعل الشباب والأطفال يتوجهون إلى البحر ويتمتعون بمياهه هربا من حرارة الشمس أو لكسر الروتين والترويح عن النفس بعد عام مليء بالأشغال والمتاعب.

عرفت جل الشواطئ الجزائرية أحداث غرق راح ضحيتها أطفال وشباب في عمر الزهور، ابتلعتهم الأمواج في لحظة كانوا فيها في قمة استمتاعهم، تاركين خلفهم صدمة جعلت من البحر “غولا ” تخشاه الأمهات، وحولت موسم الاصطياف والأفراح إلى موسم أتراح أذهبت البسمة من على وجوه عديد الأسر.

 

يخرجون للاصطياف فيعودون موتى

على قدر ما ينتظر الناس فصل الصيف للراحة والترفيه والخروج عن روتين الحياة العملية والعلمية، على قدر ما يتخوّف أهلهم وخاصة أمهاتهم من عدم العودة إلى الديّار أو العودة جثثا هامدة في منظر تقشعر له الأبدان، خلال السنة يخطط الناس لموسم الاصطياف ويدّخرون من رواتبهم لأجل الخروج من مدينتهم قصد السياحة والترفيه لا سيما سكان المناطق الداخلية الذين ينتظرون من سنة لأخرى أو أكثر من ذلك فصل الصيف للذهاب للشاطئ، فمنهم من يختار قضاء العطلة مع أفراد العائلة ومنهم من يفضّل قضاءها مع الخلّان والأحباب، لكنّه في بعض الأوقات تشاء الأقدار ألا يرجع المصطاف لمنزله لأن مياه البحر كانت قد استهوته وسلبته حياته وفي أغلب الأحيان يكون سكان المناطق الداخلية هم الأكثر عرضة للغرق نتيجة جهلهم لأساسيات السباحة أو ارتكابهم لبعض التصرّفات البسيطة والخطيرة في الوقت ذاته قبل نزولهم إلى بحر لا يفرق بين الصغير والكبير.

 

الغــرق.. أكبر أخطــــار الصيف
في جميع أنحاء العالم تمثِّل حوادث الغرق السبب الأول للوفاة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة، ورغم الارشادات والتحذيرات بعدم السباحة في أوقات معينة بسبب الأمواج وغيرها من العوامل، إلا أن البعض يهمل هذه التعليمات ويسبح عكس التيار، ما يؤدي لنتائج وخيمة لا ينفع الندم عليها.
غالباً ما يدفع الأطفال الضريبة بسبب السباحة في أماكن غير مخصصة لهم، وغياب عين الأهل الواعية والصاحية طوال الوقت، متجاهلين مقولة “الطفل قد يغرق في شبر من الماء” .
إضافة إلى ما سبق قد يدفع البعض الضريبة بسبب التباري والتباهي والسباحة لمسافات طويلة في عمق البحر، ما قد يؤدي لجهد عضلي لا يمكنه من العودة إلى الشاطئ، بغض النظر عن أسباب الغرق، فإن العنصر الأهم يتجلى في الوقاية وفي جعل السباحة للمتعة والرياضة وليست للذكرى المؤلمة.

نصائح أساسية
فيما يلي بعض النصائح التي ينبغي الالتزام بها أثناء السباحة:
• اتباع تعليمات السلامة أثناء السباحة عند ارتياد الشواطئ أو المسابح.
•  السباحة في الأماكن الآمنة التي يتوفر فيها المنقذ.
•  عدم السباحة بعد تناول الطعام مباشرة.
•  عدم التدخين قبل السباحة.
•  عدم ترك الطفل يسبح أو يلعب بالماء لوحده .
•  ارتداء السترة الخاصة بالسباحة أو الوسائل الأخرى المساعدة والآمنة.
•  عدم السباحة لوحدك.
•  ارتداء اللباس الخاص بالسباحة وعدم السباحة باللباس الكامل.

ارشادات اسعافية
تلعب الدقائق الأولى دوراً هاماً وحيوياً في إنقاذ أي مصاب، ولهذا ينبغي التصرف بحكمة بعيداً عن الانفعال، والاتصال بحراس الشواطئ من أجل كسب الوقت، وفيما يلي الخطوات التي يمكن القيام بها لإنقاذ غريق :
– إذا كان المصاب في وضع واع ويطلب المساعدة، وإن كنت لا تجيد السباحة لا تحاول القفز في الماء، بل اطلب المساعدة مباشرة وحاول مساعدة الغريق بالطرق المتاحة “ارم له كرة أو حبل أو عصا لكي تسحبه للخارج” .
– أما إذا كنت تجيد السباحة وكان الغريق واعيا، فلا تتأخر ولا تتردد في القفز في الماء للوصول إلى الغريق، ثم قم برفعه على سطح الماء، وأمسك به من الخلف حتى لا يمسك بك ويعيق عملية إنقاذه، وربما أدى إلى غرقك معه، واسحب الغريق بهدوء لخارج الماء أو قرب الشاطئ، ولا تحاول ثني رقبته أو جسده، فربما يكون لديه كسر في فقرات الرقبة أو العمود الفقري.
– غط الغريق ببطانية لتدفئته وحمايته من البرد، وتأكد من أن الغريق في كامل وعيه وأن مجرى الهواء مفتوح وقلبه ينبض.
– أما إذا كان الغريق غير واعٍ، وأنت تجيد السباحة، فلا تتردد في إنقاذه بالسباحة مباشرة نحوه، واجعله في وضع أفقي على الماء بوضع إحدى ذراعيك خلف ظهر الغريق ووضع يدك الأخرى خلف عنقه لفتح مجرى الهواء، ومن ثم أخرجه للشاطئ .

تحديد وعي المصاب
اختبر درجة وعي المصاب لتحديد ما إذا كان الغريق واعيا أم غير واع، هل يتجاوب لسؤالك، وهل يتكلم، هل يتألم، هل يتنفس؟ اسأله ماذا بك بصوت مرتفع عدة مرات، إذا لم يجب على سؤالك، قم بالضغط على عظمة القفص لمعرفة هل يتألم أم لا؟
من ثم لا تتردد في طلب المساعدة وفي الاتصال بالطوارئ مباشرة، وابدأ عملية التنفس الصناعي والإنعاش القلبي الرئوي.

قبلة الحياة
قبلة الحياة أو التنفس الصناعي هي المُنقذ الوحيد لإعادة التنفُس مرة أخرى وإلاّ سيموت المصاب إذا استمر توقف التنفس إلى أربع دقائق، لذا يجب التصرف بسرعة فائقة في مثل هذه الحالة.
– يوضع المصاب على ظهره مع ثني الرأس إلى الوراء، بحيث تتجه فتحتا الأنف إلى أعلى.
– ندفع الفك السفلي إلى أعلى بحيث تبرُز الذقن لأن هذا يمنع اللسان من إغلاق القسم الخلفي من الحلق.
– يتم تفريغ الفم من كل شيء فيه حتى الأسنان الصناعية.
– باليد اليسرى نضم فتحتي الأنف وجذب الرأس إلى الوراء وباليد اليمنى نبقي الذقن متجهاً إلى أعلى.
– خذ نفساً عميقاً وأطبق شفتيك بإحكام حول فم المصاب.
–  أنفخ بلطف وثبات إلى داخل الفم والرئتين ثم أدر رأسك لاستنشاق هواء جديد والتحقق من أن صدر المصاب يرتفع ثم ينخفض مع خروج الهواء من رئتيه فإذا لم يكن كذلك، افحص مسالك الهواء مرة أخرى.
– نستمر في النفخ 4 مرات حتى يتم تزويده بالأكسجين بأسرع ما يمكن، تابع النفخ مرة كل 5 ثوان.
حالما يستعيد المصاب تنفسه أقلب المصاب في اتجاهك لوضعه في وضع الإفاقة. ولا نتركه وحده بأي حال من الأحوال، إذ قد يتوقف التنفس مرة أخرى.
– تأكد من استدعاء الطبيب أو سيارة الإسعاف.

 

وضع الإفاقة
– إذا كان المصاب مستلقياً على ظهره نضع ذراعه القريب منك ملاصقة لجسمه، أما الذراع الأخرى فيجب ثنيها فوق الصدر.
– أثن الساق البعيدة وأبعدها عن الجسم واجعلها تتصالب مع الساق الأخرى، أمسك بالمصاب عند الوسط إمساكاً قوياً ثم اجذب المصاب نحوك بحيث يصبح مضجعاً على جنبه وحاول أن تسند رأسه وأنت تدير جسمه.
– متى قلبت المصاب على وضع الإفاقة اسحب الذراع الذي تحته برفق حتى تصبح ممدودة بمحاذاة الظهر وتأكد من أن الرأس أدير إلى أحد الجانبين وإلى الأعلى قليلاً.
– كل هذا بافتراض أن النبض مستمر وكالمعتاد ولكن التنفس فقط هو المتوقف أما إذا تبين أن النبض غير محسوس، فالأمر يتطلب التنفس الصناعي مع تدليك القلب في نفس الوقت بمعدل 15 مرة تدليك ثم تنفس للبالغ ومعدل 5 مرات تدليك مع تنفس للطفل.

تدليك القلب
يتم بوضع اليد اليسرى إلى اليسار قليلاً من منتصف القفص الصدري ثم راحة اليد اليمنى على اليسرى وشد الذراعين ليصبحا متعامدين على صدر المريض والضغط بقوة على الصدر.

لمياء بن دعاس