رحلت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب عن عالمنا عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء والإبداع، أثرت خلالها السينما والمسرح والتلفزيون بأعمال لا تُنسى.
وخلال حياتها، تحدثت سميحة أيوب مرارًا عن نظرتها للموت، ووصفت تجاربها معه بأنها كانت مؤلمة لكنها شكّلت وعيها تجاه الحياة والقدر.
في أحد حواراتها الأخيرة ببرنامج “كلم ربنا” عبر راديو 9090، تحدثت الراحلة سميحة أيوب عن فلسفتها في مواجهة الموت، قائلة: “الموت ضيف مؤلم، ولكنه مصير لا مفر منه، نمر به جميعًا في لحظة ما”، واستعادت خلال اللقاء مواقف مرّت بها وكانت على حافة الموت، مؤكدة أنها نجت من حادثتين كانتا كفيلتين بإنهاء حياتها لولا تدخل القدر. من أبرز هذه المواقف، حادثة وقعت أثناء تصوير أحد المشاهد في قرية الجبرية بمنطقة الهرم، وقالت سميحة أيوب إنها كانت تلهو بمسدس ظنّت أنه فارغ ضمن مشهد على خشبة المسرح، وحينما ضغطت على الزناد في لقطة هزلية، خرجت منه رصاصة حية فجأة، وتركها الموقف في ذهول تام، فيما أغمي على الفنانة هند رستم التي كانت بجوارها، وتابعت: “لم أستطع الصراخ أو النطق، كنت مصدومة تمامًا”. أما الحادثة الثانية، فكانت خلال تصوير مسرحية “رابعة العدوية”، حيث كانت داخل كشك حديدي تؤدي مشهدًا وهي تدعو الله، وفجأة تحركت الطرحة التي ترتديها وسقط الكشك بأكمله، لحسن حظها، كانت قد غادرت المكان قبل لحظة واحدة فقط من سقوطه، وعن تلك اللحظة، قالت: “لو تأخرت ثانية واحدة، كنت تحولت لتراب”. وفي مقابلة سابقة، كشفت سميحة أيوب عن أكبر ألم واجهته في حياتها، وهو وفاة ابنها، وصفت ذلك الحدث بأنه “الجرح الذي لا يندمل”، مضيفة: “موت ابني هو أصعب ما مرّ بي، ولا تزال روحي مثقلة بالحزن، رغم إيماني الكامل بقضاء الله”، وأكدت أن فَقد الأحبة يبقى دائمًا تجربة قاسية، مهما بلغ الإنسان من نضج أو تصالح مع القدر.
ق/ث