تعد “الدوبارة” الأكلة الشعبية الأكثر رواجا لدى العائلات السوفية في عز فصل الصيف، لاسيما خلال شهري جويلية وأوت، عندما تشتد درجة الحرارة متجاوزة الـ 45 درجة مئوية تحت الظل.
وتعتبر هذه الأكلة، طبقا أساسيا وغالبا الوحيد الذي يوضع على مائدة وجبة الغداء للأسر بالمنطقة، وتفضل عديد العائلات تقديمه باردا لمواجهة حرارة الجسم الناتجة عن حرارة الشمس الساطعة في كبد السماء فترة الغذاء.
تساعد في القضاء على العطش
ويرجع العديد من متناولي طبق “الدوبارة” اعتماده كوجبة غذاء أساسية ومستقلة منذ بداية انتشاره بداية القرن العشرين كونه أكلة مميزة تساعد في القضاء على الشعور بالعطش والجوع طيلة ساعات اليوم خلال فصل الصيف، لإحتوائه على عناصر غذائية مهمة أهمها الحبوب سواء الحمص أو الفول، بالإضافة إلى باقي المكونات (الفلفل الأخضر وطماطم طازجة وطماطم مصبرة وملح وثوم وهريسة وتوابل وزيت زيتون وزيتون)، وهي كلها مكونات تساعد الجسم على مقاومة الحرارة خلال فصل الصيف.
جاهزة أم مطبوخة في البيت
وتفضل معظم العائلات السوفية خصوصا في الصيف وعلى عكس باقي الفصول تحضير هذه الأكلة الشعبية بالبيت بعد انتقاء مكوناتها بعناية من السوق، وعزوفهم عن اقتنائها معلبة داخل أكياس بلاستيكية وأواني منزلية من الفضاءات المخصصة لبيع هذه الأكلة، وذلك مخافة تلفها نتيجة ارتفاع درجة الحرارة.
إلا أن بعض الرجال يفضلون تناولها وسط ديكور تقليدي من الكراسي إلى الطاولات إلى الأواني التي يوضع فيها الطبق بالفضاءات التجارية بالأسواق اليومية المخصصة لهذا الغرض، لاسيما بالسوق المركزي وسط المدينة، أين تروج هذه الأكلة ابتداء من الساعات الأولى من الصباح إلى غاية الواحدة بعد الزوال.
ويقول “بدر الدين. ب”، وهو شاب إطار يشتغل بإحدى الشركات البترولية بالجنوب أنه يفضل تناول “الدوبارة” بالفضاءات المخصصة لترويج هذه الوجبة وسط السوق المركزي، نظرا للطابع الخاص التقليدي لهذه الفضاءات الذي يمنح نكهة مميزة ترتبط بتاريخ هذه الأكلة وطقوس تناولها.
إلا أن السيدة “مسعودة. ز” أستاذة بالطور الثانوي التقيناها بأحد المحلات وهي بصدد اقتناء مكونات ومقادير طبق “الدوبارة” أكدت أنها لا تشتري طبق الدوبارة معلبا، فهي تفضل إعداده في بيتها العائلي لأن المقادير من مكونات هذه الأكلة تعدّها بناء على احتياجاتها وذوق أسرتها، وذهبت إلى حد القول إنها صحية أكثر لاسيما في فصل الصيف.
وأكدت من جهتها السيدة “جميلة.ع” وهي ربة بيت التقيناها على بُعد أمتار فقط من الفضاءات التجارية المخصصة لبيع “الدوبارة” بالسوق المركزي تتأهب لشراء أكلتها المفضلة في فصل الصيف، أنها تفضل شراء هذه الأكلة من السوق، مشيرة إلى أنها تحافظ على صلاحيتها من خلال سرعة نقلها إلى المنزل، إضافة إلى ذلك فهي تشتري المكونات والمقادير مجزأة وتقوم بتحضيرها.
وعن تسويق هذا الطبق في فصل الصيف، يقول “محمد. س” وهو صاحب أقدم محل لبيع هذه الأكلة الشعبية وسط السوق المركزي، إن مرتادي جناح محلات بيع “الدوبارة” يتوزعون بين زبائن يأكلون طبقهم المفضل بهذه الفضاءات المخصصة، وآخرين يفضلون أخذ هذه الأكلة معلبة لنقلها إلى منازلهم، وهي الفئة الأقل مقارنة بباقي فصول السنة.
وتبقى “الدوبارة” الأكلة الشعبية المفضلة للعديد من العائلات السوفية على اختلاف قدراتهم الشرائية، فهي ما زالت تحتفظ ببريقها وبهرجها الذي صنعه مختصو هذا الطبق الذين يطلق عليهم اسم “الدوبارجية”، فهي الطبق الأقل سعرا الذي يتراوح بين 100 و150 دينارا.
ق.م