ما زال أكثر من 2000 عائلة تقطن السكن القصديري بحي بوزعرورة القديمة التابعة إلى بلدية البوني بعنابة، تعاني الأمرين، بسبب الوضع المعيشي المتردي، فالزائر إلى هذه القرية سيتفاجأ بالصورة المأساوية لـ “البرارك” التي تم تشييدها فوق قنوات الصرف الصحي بطريقة عشوائية من طرف العائلات، لكن تبقى هشاشة وعدم صلاحية هذه القنوات ظاهرة للعيان في كل الفصول خاصة في موسم الشتاء، أين تتسرب كميات كبيرة من مياه الصرف للمنازل القريبة منها، وهو ما حدث الشهر الماضي مع عدة عائلات، حيث أول ما تساقطت الأمطار الخريفية، تحولت حياة المواطنين إلى جحيم .
وفي سياق متصل، أكد قاطنو هذه البنايات التي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة على ضرورة انتشالهم من الوضع الصعب، فأغلب العائلات لزمت هذه السكنات أكثر من 20 سنة، فرغم تعاقب عدة أميار على رأس المجالس الشعبية البلدية إلا أن ذلك لم يغير الوجه القاتم لبوزعرورة القديمة التي بقيت تعاني في صمت بالرغم من البرامج التنموية العديدة والأموال التي رصدتها الدولة لمساعدة سكان مناطق الظل، إلا أنه بسبب بعض التراكمات، بقيت مصالح بلدية البوني مهتمة بمشاكل أخرى تركها أميار سابقون، وهو ما زاد من تعقد الوضع المعاش.
وفي انتظار تحرك المير الجديد واعادة النظر في طلب هذه العائلات التي تحلم بشقة دافئة خلال فصل الشتاء، يبقى عشرات المواطنين يئنون تحت وطأة الوضعية المزرية وحديثهم عن فصل الشتاء الذي يحول حياتهم إلى جحيم، خاصة أن منطقة بوزعرورة تتميز بتضاريس قاسية جدا.
أنفال. خ
