كشفت مصالح التخطيط والتعمير بعنابة، أنه تم تنصيب لجان خاصة لمتابعة نشاط المشاريع المعطلة والمجمدة خاصة منها المتعلقة بالقطاع الصناعي والتجاري.
وحسب ذات الجهة، فإن سوء عقلنة وترشيد المال العام ساهما في فشل المخططات التي تم إعدادها من المسؤولين السابقين، خاصة منهم ممثلو مصلحة التخطيط والتعمير بالولاية التي أسقطت نحو 15 مشروعا
تنمويا متواجدا على مستوى 5 بلديات، وعليه بقي معدل التنمية يراوح مكانه بسبب ضعف التخطيط وغياب إستراتيجية فعلية لترقية الاستثمارات المنتجة للثروات ومناصب الشغل، بحيث لم تتجاوز نسبة 12 بالمائة، وهو رقم ضعيف.
وفي سياق متصل، أكد بعض المنتخبين المحليين أن فشل التنمية بعنابة مرتبط بالانسداد في البلديات وسوء التسيير، إلى جانب سلسلة الفوضى والاحتجاجات من طرف طالبي الشغل والسكن بالولاية.
إلى جانب هذا، لم يغفل منتخبون آخرون عن توجيه أصابع الاتهام لبعض الأميار وكذلك الولاة الذين تناوبوا على هذه الولاية، والمتورطين في عملية الفساد وتبديد مال الدولة وتزوير المستندات الخاصة بهذه المشاريع التي ما تزال تنتظر الإشارة الحمراء من أجل الانطلاق الفعلي في عملية تجسيدها فعليا على أرضية الواقع.
وفي سياق ذي صلة، أشار المنتخبون إلى أن المصالح الولائية بعنابة قد جمدت في وقت مضى نحو 160 مشروعا تنمويا بسبب انعدام الأوعية العقارية، وهي العوامل التي تراكمت منذ السنوات الأخيرة وأثرت سلبا على القطاعات الخاصة منها التجارة والصناعات التقليدية ومختلف النشاطات الأخرى خاصة بعد الغلق العشوائي للمؤسسات الإنتاجية بالمنطقة الصناعية برحال.
من جهته، قطاع الفلاحة تعثر بعد ظهور هذه المشاكل إلى السطح، حيث عرف نزيفا حادا في اليد العاملة المهنية، عقب تسجيل عملية إقدام ألف فلاح على عملية بيع العتاد الفلاحي والتجهيزات الأخرى، ما أدى إلى إتلاف نشاط 20 غرفة تبريد بعنابة.
.. والاستعانة بالخبرة الألمانية لتسيير الشبكات بالمدينة الجديدة ذراع الريش
من جهة أخرى، شكلت الاستعانة بالخبرة الألمانية في مجال تسيير الشبكات وتجسيد مشروع “مدينة ذكية” وصديقة للبيئة بذراع الريش موضوع أشغال لقاء عمل احتضنه مقر الولاية، بحضور ممثلين عن بلدية سيندلفينغن الألمانية والمسؤولين المحليين عن مختلف القطاعات.
ويهدف هذا اللقاء إلى التعريف بنظم العمل المنتهجة لتجسيد مدينة عصرية تعتمد على التكنولوجيات الحديثة في التسيير، وسط محيط بيئي راقي يحترم الطبيعة ويعتمد على الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
وتم بالمناسبة عرض التجربة الألمانية في مجال التكفل بالبيئة وتسيير المساحات الخضراء وكذا شبكات الاتصال والتكنولوجيات الحديثة والمياه والإنارة، وتسيير النفايات من طرف أعضاء وفد بلدية سيندلفينغن الذين تنقلوا إلى عنابة لعرض خبرتهم في هذا المجال.
وتعتمد الرؤية الحديثة المقترحة لتجسيد مشروع مدينة ذكية على تسيير عصري للشبكات خاصة منها شبكات الاتصال التي تعتبر قاعدة تكنولوجية محورية للتحكم في تسيير مختلف الشبكات الأخرى، على غرار تلك الخاصة بالمياه والصرف الصحي والنقل والإنارة، بالإضافة إلى أقطاب النشاط الأخرى للمدينة الذكية.
كما يرتكز مشروع المدينة الذكية والصديقة للبيئة بذراع الريش على تخصيص حيز هام من إقليم هذه المدينة للمساحات والفضاءات الخضراء، وهو ما يمثل 22 بالمائة من المساحة الإجمالية لموقع ذراع الريش المخصص للمدينة الجديدة والمقدر بـ 1400 هكتار، بالإضافة إلى الاعتماد على الطاقات المتجددة لتزويد هذه المدينة باحتياجاتها من الطاقة.
وإلى جانب الاستماع إلى عرض حول مقومات الموقع الحضري المندمج للمدينة الجديدة ذراع الريش الذي سينجز به ما مجموعه 50 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى عديد التجهيزات الخدماتية المرافقة والضرورية لأكثر من 250 ألف ساكن مرتقب لتعمير هذه المنطقة، قام الوفد الألماني في إطار مشروع تجسيد مدينة ذكية بزيارة لموقع ذراع الريش.