طالب عشرات المواطنين القاطنين بالعديد من الأحياء الفوضوية التابعة لبلدية عنابة والذين كانوا قد نظموا منذ يومين احتجاجات واسعة أمام مقر ولاية عنابة بضرورة النظر في ملف سكناتهم خاصة بالنسبة للقاطنين بكل من أحياء بوحديد، سيدي حرب وأبي مروان. وقد أكدوا على ضرورة تدخل الوالي جمال الدين بريمي مع اتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بإدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من عملية الترحيل إلى سكنات اجتماعية جديدة ضمن الحصة السكنية القادمة الخاصة بدائرة عنابة. هذه العملية تدخل في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، كما أكد طالبو السكن على ضرورة الحصول على ضمانات وتعهدات كتابية تقضي باستفادتهم من سكنات جديدة في أقرب الآجال، وقد ذكروا خلال لقائهم منذ أشهر بمصالح دائرة عنابة أنهم قدموا لهم وعودا بتوجيه لهم حصة من برنامج السكن وإخراجهم من سكناتهم الفوضوية، لكن هذه الوعود لم تجد على حد تعبيرهم أي تجسيد على أرض الواقع خاصة أن الجهات المعنية لم تقم بأي إجراءات ميدانية، الأمر الذي دفعهم إلى الخروج للشارع للمطالبة بالسكن لأنهم ملوا من الوضع المزري والسكن غير اللائق خاصة في فصل الشتاء على اعتبار أن العائلات تقطن داخل بيوت قصديرية تشكل خطرا على حياة السكان، بصرف النظر عن الوجه الآخر من معاناتهم علما أن أغلب الأحياء الفوضوية بعنابة تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة، ناهيك عن الأوساخ والقاذورات التي تحاصر السكان بالإضافة إلى غياب شبكة الصرف الصحي. كما هدد المحتجون الذين تم احصائهم سنة 2007 بتصعيد اللهجة في حال لم يتدخل الوالي لوضع حد لمعاناتهم بشكل نهائي بعد أن ظلت وضعيتهم تراوح مكانها لسنوات، خاصة أن المواطنين المحتجين يعيشون ظروفا مزرية، كما يعانون الأمرين بسبب الاضطرابات الجوية، حيث أصبحوا يتخوفون من خطر انهيار منازلهم بسبب الرياح القوية وتساقط الأمطار خلال فصل الخريف، ناهيك عن فيضانات فصل الشتاء التي تجتاح المنازل، وقد ندد قاطنو هذه السكنات الهشة بالوضعية التي يتخبطون فيها خاصة أثناء تساقط الأمطار أين تتحول الأحياء إلى بحيرة مائية كبيرة، إلى جانب إصابة أبنائهم بالحساسية والطفح الجلدي .
أنفال. خ