تمكنت، مؤخرا، البلديات الكبرى بعنابة على غرار البوني من إزالة وتهديم الأكواخ الفوضوية والبناءات الهشة التي تشوه المنظر العام، بعد ترحيل أصحابها إلى سكنات لائقة بالمدينة الجديدة ذراع الريش بدائرة برحال. وقد
نجح رؤساء البلديات في حملة تهديم السكن الهش بالتنسيق مع مصالح الأمن التي كثفت تدخلاتها وضيقت الخناق على بعض البزناسية الذين يستعملون هذه السكنات الفوضوية كورقة للبزنسة وإعادة بيعها لعائلات أخرى قادمة من الولايات المجاورة، وهو ما حدث بالمدينة القديمة بلاص دارم التي تعرف فوضى واعتداءات من طرف العديد من المواطنين الذين حولوا المنطقة إلى مركز عبور، خلال الآونة الأخيرة، الأمر الذي أثار استياء ديوان “الأكرافا” ومصالح بلدية عنابة بعد أن تم وضع المدينة القديمة بلاص دارم في خانة المدن الأثرية التي يجب الحفاظ على عمرانها وإعادة تهيئتها دون المساس بجمالها والهندسة المعمارية التي توجد عليها لأنها تعود للحقبة العثمانية. وللحفاظ على هذا الإرث، تعمل الجهات المحلية جاهدة لحماية بلاص دارم من الإنهيار، بعد ترحيل أكثر من ثلاثة آلاف عائلة إلى سكنات جديدة موزعة على مستوى منطقة الكاليتوسة وبوخضرة 3، بوقنطاس، بوزعرورة وكذلك القطب الحضري المندمج ذراع الريش.
وبلغة الأرقام تم خلال السنة الجارية تهديم ما يقارب 900 سكن هش، والعملية متواصلة ولم تسجل مصالح الأمن أي تجاوزات خطيرة من طرف العائلات التي تم ترحيلها مؤخرا، فيما تبقى السكنات التي تم تشميعها من طرف مصالح بلدية عنابة تثير غضب البزناسية الذين حاولوا أكثر من مرة اقتحامها لاستغلالها، لكن تم ردعهم من طرف السلطات المعنية.
على صعيد آخر، تم خلال الأشهر الماضية تسليم نحو 50 بناية قديمة لتهيئتها من طرف ديوان “الأكرافا” بعنابة بعد ترميمها وربطها بمختلف المرافق الضرورية منها الكهرباء والماء، وستدخل السكنات والمباني الهشة مرحلتها الثانية لاستكمال أشغال الترميم، وقد رصد للعملية غلاف مالي معتبر قدر بـ 15 مليار سنتيم، ويركز “الأكرافا” على حماية تراث مدينة عنابة من خلال الحفاظ على الجانب الجمالي للمنطقة دون الإخلال بالسكنات والمساس بمنظرها الخارجي. وفي سياق متصل، أحصت مديرية البناء والتعمير بعنابة نحو 120 مبنى سيعرض على مكاتب الدراسات لإعداد دراسة خاصة له ومن ثم تصنيفه ضمن الملفات التي ستستفيد من عملية الترميم، علما أن هناك 15 مبنى آخرا موزعا على مستوى أحياء برمة الغاز وجبانة اليهود ولاكلون تنتظر التهيئة منذ سنوات. تجدر الإشارة إلى أن الجهات المعنية قد بدأت عملية التعديل الجزئي لمخطط شغل الأراضي التي تشمل عدة بلديات منها عنابة والبوني والحجار، كما تم تخصيص أرضية جديدة لبناء مقر الديوان البلدي للثقافة والسياحة وبعض المرافق التابعة له.