تعيش بلديات عنابة منذ تولي الوالي السابق يوسف شرفة منصب وزيرا للسكن وشغور منصب الوالي، الفوضى وسوء التسيير إلى درجة تحول بعض المجالس البلدية إلى حلبة صراع بين المنتخبين بسبب انتماءاتهم
الحزبية وأغراضهم الخاصة، ما تسبب في تسجيل انسداد شبه كلي ببلديتي الشرفة وعين الباردة، الأمر الذي زاد من تأزم الأوضاع الداخلية وتراجع مستوى التنمية الجوارية في مختلف القطاعات خاصة منها السكن والتشغيل والصحة، وهي الملفات التي حولت منطقة عنابة إلى بؤرة لا تعرف الاستقرار، بعد أن طالب سكان الأحياء القصديرية والبناءات الهشة بضرورة تحسين إطارهم المعيشي للخروج من العزلة التنموية.
وقد انعكس سوء التسيير ببلدية الشرفة التي تعيش منذ أشهر على وقع الصراع بين أعضاء المجلس البلدي على معيشة المواطن، خاصة مع تأخر مصالح البلدية في توفير شبكة الإنارة العمومية التي تحولت إلى هاجس يؤرق سكان أحياء الشرفة مركز
وعزيزي أحمد ولعبيدي محمد، حيث يشتكي السكان من تنامي ظاهرة السرقات والاعتداءات الخطيرة والسطو على منازلهم من طرف عصابات خطيرة نظرا لغياب الإنارة العمومية، بالإضافة إلى غياب مشروع تهيئة الطرقات. ولتدارك بعض التجاوزات واحتواء احتجاجات السكان، أكدت مصالح بلدية الشرفة على أنه تم اقتناء المصابيح والأعمدة بـ 250 مليون سنتيم لتعميم الإنارة لـ 6أحياء وكذلك التجمعات السكانية الجديدة، إلى جانب المشاتي والمناطق المعزولة خاصة منها مشتتي سلامي
والمراونة، في انتظار تعبيد الطرقات بكل من حي لعبيدي محمد وعزيزي أحمد تفاديا للأوحال التي تشل حركة المرور.
وفي سياق متصل، عرفت، مؤخرا، بلدية عين الباردة وشطايبي صراعات بين المنتخبين أصبحت تطبع يوميات السكان الذين عبروا عن امتعاضهم الشديد إزاء اهتمام المنتخبين، الذين وعدوهم خلال المناسبات الانتخابية، بمصالحهم الخاصة واعتماد سياسة بن عميس في تنصيب أقاربهم في مناصب دائمة في الوقت الذي يتم فيه إقصاء العديد من البطالين من قائمة المستفيدين من هذه المناصب، كما اعتبر سكان شطايبي أن وضعية التنمية بالمنطقة صعبة ولا تلبي المستوى المطلوب خاصة في قطاع السكن والشغل، لأن المنتخبين يهتمون بانشغالات سكان المنطقة، فيما يتم إهمال سكان القرى الذين يعتبرون أنفسهم مجرد أرقام في سجلات المسؤولين بالولاية.