طالب، مؤخرا، سكان المدينة القديمة بلاص دارم، الجهات المحلية، بالتدخل لأجل حماية ما تبقى من هذه المدينة الأثرية التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مركز عبور. وقد تم في وقت سابق تشميع السكنات القديمة التي استفاد أصحابها من برامج السكن الاجتماعي، خاصة الذين رُّحلوا السنة الماضية إلى القطب الحضري المندمج ذراع الريش.
وحسب بعض المواطنين، فإن العائلات التي رحلت لشققها ما تزال متمسكة ببناياتها الآيلة للسقوط ببلاص دارم، وهناك من استقدم ابنه أو أحد أفراد عائلته لاستغلالها، الأمر الذي أثار غضب بعض ممثلي الحي الذين طالبوا بتدخل مصالح بلدية عنابة والجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لمثل هذه التجاوزات التي طالت السكنات القديمة خاصة تلك الموزعة على مستوى المدينة العتيقة بلاص دارم وكذلك لاكولون وبرمة الغاز. وللحفاظ على هذه المباني، تحرك، أمس، ممثل القطاع الحضري الأول ومصالح بلدية عنابة لمناقشة ملف تشميع السكنات الموجودة ببلاص دارم وإعادة تسييجها للحفاظ عليها لأنها تدخل ضمن تراث المدينة، وهذا بناء على تعليمة الوالي الذي أكد على ضرورة ترميم والحفاظ على المدينة القديمة لأنها تتوفر على معمار إسلامي ولها حكاية تربطها بحضارات تعاقبت عليها.
من جهة أخرى، من المنتظر تسليم نحو 50 بناية قديمة تمت تهيئتها من طرف الجهات المعنية بعنابة بعد ترميمها وربطها بمختلف المرافق الضرورية على غرار الكهرباء والماء. وستدخل السكنات والمباني الهشة مرحلتها الثانية لاستكمال أشغال الترميم، وقد رصد للعملية غلاف مالي معتبر قدر بـ 15 مليار سنتيم، ويركز ديوان “الأكرافا” على حماية تراث مدينة عنابة من خلال الحفاظ على الجانب الجمالي للمنطقة دون الإخلال بالسكنات والمساس بمنظرها الخارجي.
وفي سياق متصل، أحصت مديرية البناء والتعمير بعنابة نحو 120 مبنى سيعرض على مكاتب الدراسات لإعداد دراسة خاصة له، ومن ثم تصنيفه ضمن الملفات التي ستستفيد من عملية الترميم ،علما أن هناك 22 مبنى آخرا موزعا على مستوى أحياء برمة الغاز وجبانة اليهود ولاكولون تنتظر التهيئة منذ سنوات. تجدر الإشارة إلى أن الجهات المعنية قد شرعت في عملية التعديل الجزئي لمخطط شغل الأراضي الذي يشمل عدة بلديات منها عنابة والبوني والحجار.
أنفال. خ