عنابة… انشاء وكالة لبناء وتسيير الجامع الكبير لإطلاق نشاطه قريبا

elmaouid

أفرجت اللجنة الدينية للجامع الكبير بعنابة عن نشاط الجمعية العامة، بحضور مديرية الشؤون الدينية ووالي عنابة يوسف شرفة الذين أكدوا على ضرورة انشاء وكالة لبناء وتسيير المسجد للحرص على بعث عملية انجازه في

أقرب وقت بعد 15 سنة من التوقف عن الأشغال، بسبب ضعف الاعتمادات المالية. هذا الصرح الديني الذي أسندت أشغاله إلى 24 مكتب دراسات أجنبي، فشل في بدايته بعد النقائص الفادحة التي طالته منها تأخر الدولة في الإفراج عن المبلغ المالي الذي كانت وزارة الشؤون الدينية ستخصصه لبنائه والمقدرة بـ 300 مليار دينار، إلا أن حلم اللجنة الدينية تبخر بسبب ضعف التبرعات المالية، تقليص مساحة الجامع وتحويل طاقة استيعابه من 15 ألف إلى 10 آلاف مصلي، إلى جانب تخفيض علوه.

وقد استاء سكان عنابة وكذلك المنتخبون الذين تفاجأوا بالتغييرات الأخيرة لأن كنيسة لالة بونة ستحجب الجامع عن زوار الولاية، وهذا لم يكن واردا في الدراسة الأولية للمسجد.

ويتربع الجامع الكبير على مساحة تقدر بـ 7 هكتارات تتسع إلى 10 آلاف مصلي، يتوزعون على قاعة للصلاة ومساحة خارجية تحتوي على نفس طاقة استيعاب القاعة المخصصة للمصلين، إلى جانب مرافق أخرى منها مدرسة قرآنية وقاعات ومؤتمرات ودار للفتوى ودار أخرى للإيواء والرعاية النفسية ومنارة يفوق ارتفاعها 100 متر، وسيشيد فوق هضبة ببوخضرة بالبوني، وخلال جلسة العمل مع الوالي، أكد ممثلو مكتب الدراسات استعدادهم لإنجاز دراستهم وفق المقاييس والمعايير الخاصة بالطراز الإسلامي الذي تنفرد به المساجد الدينية في العالم خاصة بالأندلس.

وقد وضعت توجيهات خاصة من أجل المساهمة في تفعيل التصاميم الخاصة بالبناء، وذلك من أجل بعث نشاط هذا الصرح الديني، وقد تم فتح دفتر الشروط الخاص لمتابعة تصاميم الإنجاز التي ستطبعها فسيفساء أندلسية مستوحاة من الحضارة الإسلامية، من أجل تحويل هذا المعلم الديني إلى تحفة معمارية مميزة بالجهة الشرقية للبلاد. وعليه، فإنه تم تسطير برنامج طموح لسنة 2017 للنهوض بالجامع الكبير الذي أخذته على عاتقها اللجنة الدينية خلال سنة 2005.

وحسب جمعية المسجد، فإن القيمة الأولية التي رصدت للجامع الكبير تقدر بـ 70 مليار سنتيم، في انتظار تجميع 300 مليار دينار من طرف الجهات المحلية والمتبرعين، ومن المنتظر أن يحول هذا المعلم إلى قطب ديني سياحي بامتياز، يتردد عليه أهل الذكر وكبار الدعاة، خاصة أن موقع الجامع استراتيجي لأنه يقع فوق هضبة تتوسط النسيج العمراني والقطب الجامعي، كما تقابله كنيسة لالة بونة، كل هذه التشكيلات العريقة والعصرية من شأنها أن تعزز قطاع السياحة بالولاية، خاصة أن المسؤولين بالولاية يراهنون على تحويل المنطقة إلى فضاء للسياحة الدينية.