أجّل والي عنابة محمد سلماني عملية توزيع 7 آلاف مسكن في الطابع الإجتماعي لشهر فيفري المقبل، بسبب الطعون التي فاق عددها نحو 900 طعن تخص السكنات التي تم توزيعها بطرق غير لائقة، الأمر الذي
أثار استياء طالبي السكن وكذلك المستفيدين من حصة 7 آلاف مسكن والتي كانت قد حولت على طاولة الوالي لإعادة النظر فيها ومن ثم إعداد قوائم جديدة لوضع حد للبزنسة بالسكن والذي تحول إلى مشكل حقيقي في الوقت الراهن، خاصة أن سكان الأكواخ الفوضوية يعانون الأمرين مع السكن غير اللائق الذي يتوفر على أدنى شروط الحياة.
انتهت، مؤخرا، المصالح الولائية بعنابة من عملية ترحيل وإعادة إسكان 54 عائلة كانت تقطن بالبناءات الفوضوية بريزي عمر موزعين على مستوى بوزعرورة والكاليتوسة ببرحال، وقد عرفت العملية التي انطلقت، الاثنين، وما زالت متواصلة، تعزيزات أمنية مشددة تحسبا لأي طارئ، وقد عبرت العائلات التي استفادت من السكنات الاجتماعية عن فرحة كبيرة وسط توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية، وستستمر عملية الترحيل لتشمل نحو 3500 عائلة أخرى كانت قد استفادت من السكن الاجتماعي بكل من بلديتي الشرفة والعلمة بعد الإفراج عن القائمة الاسمية للسكنات.
من جهتها، وزعت بلدية سرايدي بعنابة نحو 520 مسكنا اجتماعيا تم الإفراج عنها ضمن البرنامج السكني الطموح، تليها بلدية عين الباردة التي ستعلن عن القائمة الاسمية للمستفيدين، وعليه فإن ترحيل سكان الأكواخ الفوضوية بعنابة وسط هي الانطلاقة الأولى لتوزيع السكنات على كل العائلات التي تعيش في بناءات لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة.
طالبو السكن ينتظرون الإستدعاءات للحصول على سكناتهم
وسيشرع ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة، في توجيه الاستدعاءات للمستفيدين من حصة 7 آلاف مسكن اجتماعي إيجاري، التي ستأتي بعد إنهاء اللجنة الولائية للطعون عملية دراسة الملفات وإحالة القوائم الإسمية للتدقيق في سجل البطاقية الوطنية، من أجل تمكين المستفيدين من استكمال الإجراءات القانونية، في انتظار إجراء عملية القرعة.
وأوضحت مصادر محلية بأن مصالح دائرة عنابة تسعى بالتنسيق مع الهيئات المعنية إلى إعادة إسكان جميع العائلات المقيمة بالسكن الهش والأكواخ القصديرية وكذلك سكنات “لاصاص”، التي يعود تاريخ انجازها للحقبة الاستعمارية، للقضاء على هذه البيوت الهشة وترحيل قاطنيها إلى سكنات لائقة في إطار المخطط الوطني للقضاء على السكن القصديري والهش.
وفي سياق متصل، سيتم برمجة وتهيئة موقع “لاصاص” بعد ترحيل السكان وتهديم البيوت الفوضوية، لاستغلاله في انجاز مشاريع سكنية بذات الحي، علما أن السلطات المحلية قامت خلال الأشهر الماضية بترحيل 560 عائلة من المقيمين بذات المحتشد إلى سكنات اجتماعية ايجارية ذات 3 غرف بحي بوزعرورة.
الوالي يشدد على توزيع سكنات تتوفر على الغاز والكهرباء
على صعيد آخر، أعطى الوالي محمد سلماني تعليمة تخص توزيع كامل السكنات الاجتماعية الجاهزة التي انتهت بها الأشغال بصفة نهائية، وفق ما ينص عليه دفتر الشروط، بما فيها عملية تهيئة الشوارع والأزقة، فضلا على ربط السكنات بشبكتي الغاز والكهرباء، لأن بعض المستفيدين قد اشتكوا من مشكل عدم توفر الماء والغاز على مستوى الشقق التي تم ترحيلهم إليها خلال السنة الماضية.
وتعكف مصالح الدوائر بعنابة على ضبط قوائم المستفيدين من السكنات الاجتماعية، للإعلان عنها في غضون الأسابيع القليلة القادمة، حيث يتجاوز العدد الإجمالي للسكنات المبرمج توزيعها خلال سنة 2018 والتي يعتبرها الوالي سنة للإسكان، نحو 12 ألف وحدة أغلبها موجهة للعائلات القاطنة في البيوت الهشة والقصديرية، تم انجازها بكل من الكاليتوسة ببلدية برحال، ذراع الريش ببلدية واد العنب، بوزعرورة وبوخضرة 3 في بلدية البوني.
المكتتبون في حصة 330 سكنا ببرقوقة يطالبون بالحصول على سكناتهم
من جهة أخرى، جدد المكتتبون في حصة 330 سكنا ترقويا بحي برقوقة ببلدية البوني، احتجاجهم لدى السلطات المحلية للتأخر الفادح في عملية انجاز الحصة السكنية، التي انطلقت بها الأشغال سنة 2013 والتي تنجزها المقاولة التركية والتي تأخرت لاستكمال هذه الحصة السكنية، رغم توجيه عدة رسائل احتجاج للمصالح المعنية قصد التدخل والتعجيل في تسليم المشروع.
المكتتبون طالبوا باستكمال الأشغال الخارجية وتوصيلات الكهرباء، الماء والغاز وتسليمهم المفاتيح بالعمارات التي لم تنته بها الأشغال بصفة نهائية، مؤكدين بأن الورشة متوقفة حاليا، في حين توقفت الشركة التركية المسؤولة على هذه السكنات لاستكمال المشروع رغم أنه تم تسديد كل الحصص المالية الخاصة بالسكنات.
ولم يخف المستفيدون من حصة 330 مسكنا، قلقهم إزاء الوضعية التي يشهدها هذا المشروع، والمتعلقة بتأخر أشغال إنجاز سكناتهم التي استفادوا منها في إطار السكن الترقوي، وهي التي لم تر النور إلى غاية يومنا هذا، بالرغم من انطلاق الأشغال قبل سنة 2013، معبرين عن استيائهم وحاجتهم الماسة إلى هذه السكنات.
وأكد بعض المستفيدين أنهم حاولوا الاستفسار مرارا وتكرارا حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تأخر الانجاز، لدى شركة الانجازات ذات الأصول التركية، إلا أنهم لم يلقوا الجواب الشافي لمختلف أسئلتهم سوى الوعود بتسليم مفاتيح شققهم في أقرب الآجال.
150 مليار سنتيم قيمة ديون ديوان الترقية والتسيير العقاري بعنابة
أفرج ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عنابة عن برنامج خاص بتحصيل المستحقات المتأخرة، وحسب الديوان، فإن هذه العملية في بدايتها ستشمل الزبائن المنتظمين الذين تأخروا في عملية تسديد المستحقات العالقة منذ 4 سنوات، وحسب تقديرات ذات الجهة، فإن نسبة المتابعين قضائيا فاقت 45 بالمائة، فيما بلغت ديون مستحقات الديوان خلال السنة الماضية أكثر من 150 مليار سنتيم، وهي أكبر الخسائر التي تكبدتها المديرية العامة منذ السنوات الأخيرة، الأمر الذي أجبرها على إحالة نحو ألف شخص على العدالة من أجل الإسراع في عملية استرجاع ديونها في أقرب الآجال. وفي هذا الصدد، فإن منطقة عنابة تحتل الصدارة من حيث مشكل الديون، ولاحتواء الإشكال تم تشكيل 6 فرق خاصة من أجل التكفل بالأحياء والتجمعات الحضرية التي تأخرت منذ 6 سنوات في تسديد مستحقاتها. وحسب ذات الجهة، فإن ولاية عنابة تحصي حوالي 12670 سكنا هشا متواجدا بوسط المدينة، التي ضاقت خلال السنوات الأخيرة بقاطنيها، خاصة بعد التوافد القوي للعائلات من الجهات الأربعة والتوافد نحو البلديات الكبرى على غرار الحجار، البوني وسيدي عمار وعنابة وسط.
وفي سياق متصل، استفادت الولاية من 30 ألف سكن اجتماعي إلى جانب ألفين وحدة سكنية جديدة ذات طابع اجتماعي منها ألف وحدة قيد الانجاز، ومن المنتظر الانطلاق في انجازها مع منتصف السنة الجارية، وقد تم اختيار الأرضية على مستوى ثلاث مناطق وهي خرازة والحجار وسيدي عمار.
الحظيرة السكنية بعنابة تتدعم بسكن إضافي
استفادت الحظيرة السكنية لولاية عنابة من ألف وحدة سكنية ذات طابع ترقوي من شأنها امتصاص غضب طالبي السكن بالولاية، علما أن الحصة السكنية لهذه السنة بلغت 20 ألف وحدة سكنية في ولاية عنابة، من بينها 16 ألف مسكن تساهمي إيجاري لا زالت أشغالها متواصلة، و3 آلاف وحدة سكنية تساهمية اجتماعية، أما الحصة السكنية المتبقية فتتعلق بالصيغة الريفية، علما أن الحظيرة السكنية بولاية عنابة ستتدعم خلال البرنامج الخماسي الممتد من 2015 إلى 2019 بـ 50 وحدة سكنية أخرى، وهي حصة كافية لامتصاص غضب طالبي السكن بولاية عنابة.
وفي هذا الشأن، طمأنت الجهات المحلية سكان عنابة أن هناك 29 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ الايجاري والاجتماعي والريفي ستوزع خلال نهاية السنة الجارية.
وفي هذا الشأن، قد تم إحصاء أكثر من 60 ألف طلب على السكن من بينها 25 ألف طلب متعلقة بعنابة وسط، كما تم إحصاء نحو 16 ألف سكن هش تشوه النسيج العمراني موزعة بكل من السهل الغربي، البوني، سيدي عمار.
6 آلاف وحدة سكنية بذراع الريش قيد التسليم
سيتم خلال فيفري المقبل استلام 6 آلاف وحدة سكنية أغلبها في الطابع الاجتماعي متواجدة بالمدينة الجديدة ذراع الريش بدائرة برحال والتي ستغطي العجز المسجل بعد ترحيل السكان، واستكمال المرافق الضرورية بالقطب الحضري المندمج بالمدينة الذكية ذراع الريش. وحسب الجهات المعنية، فإنه تم تخصيص الأرضية الموجهة للسكن والتي تمتد على مسافة 1300 هكتار ومن شأنها أن توفر للولاية 8 آلاف وحدة سكنية جديدة ذات طابع اجتماعي بما فيها المرافق الضرورية كربط السكنات بالغاز الطبيعي والكهرباء وشبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى تبليط الأحياء وتعبيد الطرقات، ومن أجل الإسراع في عملية تجسيد هذا المشروع التنموي الجديد، انتهت المديرية من عملية تعيين مكتب الدراسات الذي أبدى استعداده لإنجاز هذه المدينة الجديدة وفق المقاييس العالمية، ومن شأن هذا القطب العمراني الجديد أن يحتوي الفوضى واختناق المدينة التي ضاقت خلال السنوات الأخيرة بقاطنيها.
“الأوكرافا” تخصص 80 مليار سنتيم لترميم السكنات القديمة بعنابة
خصص الديوان الجهوي لحماية آثار المدينة القديمة “بلاص دارم” المعروف بـ “الأوكرافا” بعد موافقة مديرية البناء والتعمير لولاية عنابة، غلافا ماليا معتبرا يقدر بـ 80 مليار سنتيم لإعادة ترميم السكنات القديمة بوسط المدينة خاصة منها المتعلقة بالمباني الهشة التي تعود إلى الحقبة العثمانية، أي سكنات أنجزت مع جامع سيدي أبو مروان الشريف، وقد أوكلت عملية الأشغال إلى مكتب دراسات فرنسي كان قد انتهى من إعداد الدراسة الأولية التي شملت نحو ألف سكن هش.
وكان الديوان الجهوي لترميم المدينة القديمة قد رفع تقريرا إلى وزارة السكن والعمران في أكثر من مناسبة لإدراج المناطق الأثرية في مخططها السكني الجديد، إلا أن ذات الجهة كانت قد أجلت النظر في ملف السكنات القديمة بالولاية، الأمر الذي زاد في هشاشة السكنات التي تحولت إلى خراب بسبب الرياح القوية والأمطار، بالإضافة إلى الاستغلال العشوائي لهذه السكنات من طرف القادمين من المناطق الجوارية لولاية عنابة خاصة خلال العشرية السوداء.
وعليه، قد وافقت مديرية البناء والتعمير لاحتواء ملف المدينة القديمة، خاصة المباني ذات الطراز الأوربي والتي تقع بقلب المدينة العتيقة. وفي سياق آخر، أدرجت سكنات الغزالة في قائمة البناءات الخاصة بعملية الترميم وذلك بناءا على الدراسة و التقارير الموجهة لفحص وضعية مثل هذه السكنات، التي تتطلب الترميم والتهيئة وفق معايير البناء الحضري بالولاية.