عميل سابق في المخابرات المغربية: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لم يكن بسبب حزب الله

elmaouid

أكد الكاتب والعميل السابق للمخابرات المغربية فريد بوكاس، الجمعة، في مقال له، جملة من الأسباب التي جعلت الرباط، تقطع علاقتها مع إيران، بزعم دعم هذه الأخيرة لجبهة البوليزاريو عبر سفارتها في الجزائر، ويؤكد

بوكاس أن الرباط عملت على هذه الخطوة في إطار توافقات دولية، وشدد أن الملك مستعدٌّ للدفع بالمغاربة للموت في الصراع السوري لاسترضاء قوى أجنبية.

وقال إن خطوة المغرب قطع العلاقة مع إيران جاءت بعد اللقاء الثلاثي بين محمد السادس، ولي العهد السعودي ورئيس الحكومة اللبناني في باريس، وبما أن المغرب اتخذ موقفا محايدا في قضية مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر دولة قطر، قامت السعودية بحملة واضحة ضد المغرب، وآخرها التصريح السعودي بعدم دعم ملف ترشيح المغرب لكأس العالم لسنة 2026، وهذا دليلٌ على أن العلاقة المغربية السعودية كانت على وشك الانهيار، وبما أن ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة  وخسارة المغرب للملايين من الدولارات التي كانت تُغدق على المغرب سنويا كهبة من السعودية، راجع محمد السادس حساباته للانضمام إلى التحالف السعودي الأمريكي ضد إيران، ما يعني أن قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران لم يكن السبب حزب الله المحاصَر في جنوب لبنان، وإنما الضغط السعودي على المغرب.

أما زج بالجزائر في هذه القضية لم يأت من فراغ، وكما يعلم الجميع أن أي دولة تمر بظروف سياسية صعبة، لابد لها أن تخلق الحدث وتلقي اللوم على بلد آخر وذلك لامتصاص غضب الشعب، وخصوصا أن المغاربة انتقلوا من سياسة الاحتجاجات في الشوارع إلى الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قاطع المغاربة أهم ثلاث منتجات تجارية مغربية التي يملك محمد السادس أسهما فيها، وكانت المقاطعة ناجحة مائة في المائة ولازالت مستمرة، فلو كان المغرب كما يدعي أن لديه معلومات تفيد أن سفارة إيران بالجزائر ساعدت حزب الله على تدريب عناصر من جيش البوليزاريو، فكان عليه أن يوجه اللوم إلى الخارجية الإيرانية دون إقحام الجزائر في الموضوع، لأن هذه الأخيرة ليست خصما في مثل هذه القضية، وهذا يدل على مدى تخبط الديبلوماسية المغربية على الصعيد الدولي.

وإن الرباط حسب الأعراف الدبلوماسية، لا يحق لها إقحام الجزائر أو أي دولة أخرى في سياسات بعيدة عنها، كما ذكرت سالفا أن القرار كان قرارا سياديا، لأن وزارة الخارجية المغربية لا استقلالية لها، بل تنفذ التعليمات التي تصدر من القصر، ما يعني أن الحكومة المغربية وعلى رأسها سعد الدين العثماني، مجرد حكومة صورية، والحكومة التي تحكم هي حكومة القصر.