عميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ: أفتخر بأصلي الجزائري وثقافتي وهويتي الأصلية

عميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ: أفتخر بأصلي الجزائري وثقافتي وهويتي الأصلية

📌 اليمين المتطرف يحاول تشويه المسلمين

📌 أدعو إلى ضرورة تدريس العربية وإدخالها إلى كل المؤسسات التعليمية الفرنسية

شدد عميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ على أن الإسلام معرفة وعلم وتسامح، وليس عنفا وتطرفا، لافتا إلى أن الغرب لا يعرف هذا الدين ويجهل قيمه العظيمة تماما. وأشار إلى أن اليمين المتطرف يحاول تشويه المسلمين، معتبرا أن مشروع مسجد باريس هو وضع آلية للحوار بين الديانات والثقافات.

وأوضح قائلا في حوار أدلى به لموقع “الجزيرة”: “ينبغي التأكيد على أن مسجد باريس الكبير ليس مكانا للتعبد والصلاة فقط، وإنما هو مؤسسة دينية وثقافية ومنارة علمية تحاول تسليط الضوء على الدين الإسلامي الحنيف وتعريف الآخر بخصائصه ورسالته النبيلة خاصة مع التشويه الكبير الذي يتعرض له الإسلام هذه السنوات الأخيرة.

كذلك من الأدوار المهمة التي يقوم بها المسجد التعريف بتاريخ الحضارة العربية الإسلامية وعمقها وثقافتها. وفي هذا الإطار، ومنذ تعييني في هذا المنصب، قمت بتأسيس المجلس الأعلى للعلوم والثقافة في المسجد الكبير، وكذلك قمت بتأسيس ملتقى للحوار تحت عنوان “أربعاء المعرفة” نقدم فيه شهريا كل أول أربعاء لقاء مهما مع أحد المفكرين أو الأساتذة أو المؤرخين أو رجال الدين أو الكتاب أو العلماء الكبار، ويقوم الضيف بإلقاء محاضرة تلقي الضوء على الدين الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية. ولدينا مشروع مهم في مسجد باريس الكبير بصدد الاشتغال عليه وهو وضع آلية عمل لتكثيف الحوار مع بقية الديانات والثقافات، وفي هذا الإطار قمت بزيارة في فيفري الماضي إلى البابا وتحدثنا عن هذا المشروع وتكثيف التعاون في المجال الإنساني والاجتماعي على مستوى العالم، وخاصة على الفقراء وضحايا الحروب والمهاجرين واللاجئين.

وقد فاجأني البابا بأنه يتابع الحملات الانتخابية الفرنسية ويستنكر هجوم بعض المرشحين المتطرفين على المسلمين ويندد بهذه التصرفات. ولذلك كله أؤكد دائما على جانب التسامح والأخوة والرحمة الذي يميز ديننا الحنيف ونحن بحاجة الى مزيد من التلاقح والتحاور مع بقية الديانات والثقافات والحضارات.. ديننا ليس دين عنف وتطرف كما يحاول أن يروج البعض.

وتابع في نفس السياق: “أعتقد أن اللحظة التاريخية تفرض علينا الحوار أكثر من أي وقت مضى. الحوار مع الآخر وفهمه واجب علينا كمسلمين اليوم لكي نمحو عن ديننا الإسلامي هذه الصورة المشوهة التي يحاول البعض الترويج لها، ولكي ندفع تهمة الإرهاب التي يحاولون إلصاقها بالمسلمين”.

بالنسبة لعميد مسجد باريس رهان مؤسسته الكبير هو الدعوة إلى ضرورة تدريس العربية وإدخالها إلى كل المؤسسات التعليمية والتربوية الفرنسية، وهو يضم صوته إلى صديقه جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس -الذي جمعته به عدة لقاءات ونقاشات- وإلى ما قاله في كتابه الذي ألفه عن العربية بأنها “ضربة حظ بالنسبة لفرنسا”.

وفي هذا الإطار – يقول شمس الدين حفيظ: “لدي مشروع مهم ضمن مسجد باريس الكبير لإنشاء مدرسة لتعليم العربية تكون مزدوجة بينها وبين الفرنسية من السنة الأولى ابتدائي وحتى البكالوريا. وسنحرص على تدريس العربية فقط للتلاميذ الصغار من السنة الثالثة حتى الخامسة، ثم من السادسة وحتى البكالوريا سندرسهم التعاليم الإسلامية حتى يفهموا الدين الإسلامي ويطوروا نظرتهم عنه”.

وتأسف ضيف “الجزيرة” لكون الديانة الإسلامية لم تأخذ حقها في فرنسا، ولكنه شدد على أن التجربة تعلم أن الحقوق لا تهدى وإنما تؤخذ، ولذلك لابد على المسلمين الدفاع عن حقوقهم وأخذها.

وفي هذا الإطار، فتح قوسا موضحا: “أنا أفتخر بأصلي الجزائري وثقافتي وهويتي الأصلية، وفي نفس الوقت أفخر بهويتي الفرنسية وانتمائي لهذا المجتمع. هذا لا ينفي ذاك ولا يعتبر تناقضا بقدر اعتباره ثراء لشخصية أي مواطن فرنسي من أصول عربية إسلامية”.

وتحدث عميد المسجد عن كتابه الجديد “لا إهانة للبعض نحن أبناء الجمهورية”، قائلا: “لا يخفى على أحد اليوم أن بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية الفرنسية مثل إريك زمور يشنون هجومات على المسلمين في حملاتهم الانتخابية ويصفونهم بأشنع الأوصاف، ويتهمونهم بالإرهاب ويهددون بطرد المهاجرين والمسلمين”.

ولفت إلى أن اليمين المتطرف اليوم يرفض كل هذه القيم التي تجمع الفرنسيين، ويحاول تشويه المسلمين. وأضاف: “مسلمو فرنسا مثلهم مثل غيرهم من بقية المواطنين، لهم حقوقهم وواجباتهم ويحترمون قيم الجمهورية. ويشاركون في نهضة المجتمع ويشكلون ويمثلون عنصر ثراء وإضافة لفرنسا عكس ما يروج له اليمين المتطرف من زمور ومارين لوبان”.

ب/ص