قام عميد جامع الجزائر، الشيخ محمّد المأمون القلسمي الحسني، بزيارة رسمية إلى مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، في إطار نشاط أكاديمي وثقافي هام، عقد على هامش محاضرته حول الإرث الفكري والروحي للأمير عبد القادر، أحد أبرز رموز المقاومة والفكر في التاريخ الجزائري والإسلامي.
واستهل العميد زيارته بجولة ميدانية شملت مختلف أجنحة المركز، حيث أُطلع على البرامج والمبادرات العلمية التي يشرف عليها، خاصة تلك التي تهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين العالمين الإسلامي والغربي، من خلال البحث الأكاديمي والحوار بين الأديان والثقافات. وفي هذا السياق، أثنى العميد القلسمي الحسني على الجهود التي يبذلها المركز في ترسيخ القيم المشتركة، وتقديم صورة ناصعة عن الإسلام المعتدل، مؤكدا على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تساهم في تصحيح المفاهيم وتعزيز التقارب الحضاري. كما شملت الزيارة مكتبة المركز، التي تعد واحدة من أغنى المكتبات المتخصصة في الفكر الإسلامي والدراسات المقارنة، وتضمّ ما يزيد عن 52 ألف كتاب، إلى جانب دراسات أكاديمية ومخطوطات تاريخية نادرة. وعبّر العميد عن إعجابه الشديد بهذه الثروة المعرفية، مشيداً بحرص المركز على صون هذا الإرث وإتاحته للباحثين من مختلف أنحاء العالم. وتوجت الزيارة بجولة داخل مسجد المركز، الذي يُعتبر من أبرز المعالم الإسلامية في مدينة أوكسفورد، حيث وقف العميد عند جماليّاته المعمارية وروحانيته الخاصة، منوهاً بأهمية وجود مثل هذه الصروح الإسلامية في قلب أوروبا كجسور حضارية وتواصل إنساني. وفي ختام الزيارة، دون الشيخ القلسمي الحسني كلمة في السجل الذهبي للمركز، أعرب فيها عن اعتزازه بهذه التجربة الثقافية المتميزة، وعن تقديره العميق للدور المحوري الذي يضطلع به مركز أوكسفورد في بناء حوار حضاري قائم على المعرفة والاحترام المتبادل.
إيمان عبروس
