دائما ما نسمع قصصا وحكايات عن نجوم الخمسينيات والستينيات، كواليس مضحكة ونجاحات كبيرة حققوها، لكن خلف كل هذا كان هناك قصص مأساوية ونهايات قاسية لحياتهم.
البداية مع محمد كمال المصري الشهير بـ “شرفنطح” صاحب الشجار الأشهر في تاريخ السينما المصرية بينه وبين نجيب الريحاني في فيلم “سلامة في خير”.
رحل عن عالمنا في 25 أكتوبر من عام 1966، واشتهر بتقديم شخصية “البخيل” بطريقة كوميدية، حجم جسده وملامح وجهه وصوته ساعده على أداء هذا الدور بشكل متميز، لينجح ويصبح مطلوبا في كثير من الأعمال.
فضّل “شرفنطح” ألا ينجب أطفالا وعاش مع زوجته التي اعتبرها عائلته، وقال إن سبب رفضه الإنجاب أنه عاش حياة صعبة ومريرة ولم يرغب في أن يقدم بيديه ضحايا جدد لهذه الحياة.
وحقق “شرفنطح” نجاحا في السينما والمسرح وجنى الكثير من المال، لكنه أصيب بالربو، وتمكن المرض منه ومنعه الأطباء من العمل، فأصبح جسده نحيلا وأنفق كل ما يملك على علاجه، وعاش في النهاية في حارة بسيطة يعاني في صمت.
وانتهى المال وعاش على معاش النقابة، 10 جنيهات، بالإضافة إلى مساعدات قدمت من جيرانه، ومات في منزله وحيدا لم يشعر به أحد من الفنانين، فبعد مرور أيام من وفاته ذهب مندوب النقابة ليعطيه معاشه الشهري ليجد جيرانه يخبرونه بوفاته.
وهل كنت تتخيل أن حياة عبد الفتاح القصري كانت مليئة بالصعاب والمآسي، هل تعرف كيف انتهى به الحال وحيدا يعيش على تبرع الأصدقاء والزملاء؟
بدأت القصة على خشبة المسرح عندما كان يؤدي القصري دوره في مسرحية مع إسماعيل يس، فجأة صرخ مرددا “أنا مش شايف” ظن الجمهور أنه جزء من الحوار، لكن كانت الصدمة أنه أصيب بالعمى.
ابتعد القصري وتزوج من فتاة شابة، كان يعتبرها تعويضا بعد إصابته بالعمى، كما تبنى شابا صغير السن كان يعمل عند بقال بجوار منزله، لأنه لم يكن له أبناء.
لكن ما لم يتوقعه أن تطلب زوجته الانفصال مبررة ذلك أنها لا زالت شابة ولا تحتمل العيش معه، لكن الحقيقة أنها قررت الزواج من الشاب الذي تبناه، وأخذت أمواله وتركته وحيدا.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، قررت البلدية هدم منزل القصري فأصبح مشردا، و سمعت ماري منيب ونجوى سالم بالأمر، وذهبتا له وأخذتاه إلى القصر العيني، حيث تلقى العلاج، وقبل أن يغادر تمكنت نجوى سالم من الحصول له على شقة في حي الشرابية.
واستمرت معاناة القصري حتى أنه فقد الذاكرة، وقررت ماري منيب أن تساعد في علاجه من نفقتها الخاصة في مستشفى الدمرداش، ثم نقل إلى القصر العيني، وبدأت ماري منيب في جمع التبرعات له، حتى توفي وصرفت هذه التبرعات على جنازته.
وشكل رياض القصبجي ثنائيا فنيا مع الفنان إسماعيل يس، وكان قاسما مشتركا في كل الأفلام الكوميدية، لم يمل الجمهور أبدا منه، وحتى يومنا هذا عندما يعرض أي فيلم يشارك فيه تجد نفسك تضحك تلقائيا.
عانى “الشاويش عطية” في آخر أيام حياته، إذ أصيب بشلل نصفي وهو يصور أحد الأفلام عام 1960، وظل مشلولا لمدة 3 سنوات حتى توفي عام 1963.
وحزن “الشاويش عطية” خلال فترة مرضه كثيرا خاصة أن إسماعيل يس لم يزره، حتى أنه عندما زاره فريد شوقي سأله عنه وبكى.
مات القصبجي ولم يكن مع أسرته ما يغطي تكاليف الجنازة إلى أن تبرع المنتج جمال الليثي بتكاليف الجنازة والدفن.
وكأنه قدر نجوم الكوميديا في مصر أن يضحكوا الجمهور لسنوات، ثم يرحلوا بعد معاناة. وهو ما حدث مع الفنان علي الكسار.
كان علي الكسار نجم الكوميديا في الثلاثينيات والأربعينيات قدم أفلاما ومسرحيات من بطولته، لكن كما هو الحال في الوسط الفني، يتراجع النجم الكبير بعد ظهور جيل جديد، ينساه الجميع، يركض المنتجون والمخرجون وراء النجوم الجدد ويتناسون من أفنى عمره في هذه المهنة.
اضطر الكسار إلى قبول أدوار ثانوية، يظهر في مشهد أو اثنين من أجل الحاجة إلى المال، ثم تمكن منه المرض ليرحل في هدوء في مستشفى القصر العيني على سرير “درجة ثالثة”.
ق/ث