لفت الموسيقار المصري عمر خيرت أنه حقق 70% مما تمناه في مشواره الموسيقي، معتبرا أن الفنان يجب أن يسعى دائما للوصول إلى آفاق أفضل طوال حياته الفنية التي امتدت لأكثر من 5 عقود.
وفي تفسيره لهذا الإنجاز الاستثنائي، أشار خيرت إلى أن طريق المؤلف الموسيقي أكثر صعوبة من غيره، مرجعا ذلك إلى افتقار الشعوب العربية للموسيقى الخالصة بدون غناء، مؤكدا أنه أخذ على عاتقه تكملة المشوار الذي بدأه عمه أبو بكر خيرت في إيجاد موسيقى خالصة مثل بقية دول العالم. وأوضح خيرت عبر برنامج “المقابلة” أنه نشأ في أسرة خيرت المثقفة والمحبة للفنون، حيث ولد في نوفمبر 1948 بشارع خيرت في السيدة زينب بالقاهرة. وكانت هذه النشأة في بيئة ثقافية متميزة هي الأساس الذي بنى عليه مستقبله الموسيقي، حيث كانت الأسرة من طبقة متوسطة مهتمة بالثقافة والعلم، وكان جده محمود خيرت محاميا وأديبا وشاعرا وصاحب صالون ثقافي يجتمع فيه كبار المثقفين، مثل مصطفى لطفي المنفلوطي وسيد درويش. وبناء على هذا التراث الفني العائلي أكد خيرت أن عمه أبو بكر خيرت كان المؤثر الأكبر في حياته، باعتباره مؤسس المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) وأول عميد له، مشيرا إلى أنه كان يذهب مع والده إلى الأوبرا منذ الطفولة لمشاهدة مؤلفات عمه وهو يعزف البيانو. وفي هذا السياق، أوضح أن والده كان مهندسا معماريا متخصصا في العمارة الإسلامية، وكان يعزف البيانو أيضا، وحرص على تعليم أولاده الأربعة الموسيقى وأحضر لهم أساتذة من الخارج، مما شكّل أوركسترا خيرت التي عزفت في الأوبرا أمام الملك فؤاد. وعن البدايات، أوضح أنه بدأ تعلم البيانو بالأذن في سن 5 سنوات، وفي سن التاسعة التحق بالكونسرفتوار الذي أسسه عمه، معتبرا نفسه محظوظا لكونه من أول دفعة في افتتاح المعهد.
ق\ث