تضاعف عمل ونشاط عمال النظافة بالعاصمة بشكل زاد عن طاقتهم، بحيث أضحوا عاجزين أمام أكوام النفايات التي لا يجد الكثيرون حرجا في إلقائها لغياب ثقافة الاستهلاك لديه خلال هذا الشهر الفضيل، لتضاف إليهم هذه المسؤولية أمام المهام التي كلفوا بها موازاة مع إجراءات الحد من انتشار وباء كورونا جنبا إلى جنب مع عمال الصحة والأمن والحماية المدنية ومختلف المهن الحساسة رغم أجرهم الزهيد الذي لا يعكس الجهود الكبيرة المبذولة .
ألقى تهافت المواطنين على المواد الاستهلاكية فور حلول الشهر الكريم بظلاله على عمال البلديات، الذين أضحوا في مواجهة أطنان من النفايات وفي مقدمتها الخبز، بحيث امتلأت المزابل به سواء المقتنى من المحلات والمخابز أو المحضر منزليا أو ما يعرف بـ “المطلوع”، وشكل السلوك مسؤولية إضافية على هؤلاء، بحيث أنهم يضطرون إلى جمعه على حدى، وهذا دون الحديث عن الطريقة الكارثية التي رسخها كثير من الجزائريين في كيفية اقتناء هذه المادة أو المواد الأولية التي تدخل في صنعها كالسميد والفرينة، بحيث يشكلون طوابير طويلة وصور الاكتظاظ والتدافع وثقتها كثير من آلات التصوير و الفيديوهات التي أثبتت أن الجزائريين لا يخشون الوباء بقدر خشيتهم للجوع و أكثرهم غير واعين بالمجازفة التي يتسببون فيها وإفسادهم لقاعدة البيع والشراء بتسببهم بندرة كبيرة في المادة المتهافت عليها، وفي الأخير تستقر ملايير الدولارات في المزابل، سيما بعد تخلي كثير من ربات البيوت عن رسكلة هذه المادة في المطبخ من خلال تجميدها أو تحضيرها كأطباق وحلويات متنوعة، وباءت مختلف حملات التوعية والتحسيس بكارثية سلوكات إلقاء الخبز بالمزابل بالفشل .
ويزداد الطلب على جهود عمال البلدية كلما زاد الاستهلاك، وقد زاد منذ بداية الحجر الصحي بـ 30 بالمائة ليزداد أكثر مع حلول الشهر الفضيل، حيث أوضح رئيس فدرالية حماية المستهلك، زكي حريز، أنه ومنذ بداية الحجر الصحي، ارتفع حجم الاستهلاك عند الأسر بحوالي 30 بالمائة، وهنا الحديث عن عموم الجزائريين، مؤكدا أن ارتفاع الاستهلاك يعني أيضا ارتفاعا في حجم التبذير.
وقال حريز إن منظمته وقفت، خلال هذه الأيام، على رمي كميات كبيرة من الخبز المدعم وحتى الخبز الذي يحضر منزليا بالدقيق والفرينة اللتين قامت من أجلهما الدنيا ولم تقعد، على حد تعبير حريز الذي أبدى استغرابه كيف لمواطن أن يقف في طابور طويل عريض ليقتني مادة وفي الأخير يقوم برميها في القمامة؟
إسراء. أ