سيكون رئيس مجلس إدارة شباب بلوزداد، شرف الدين عمارة، الرئيس المقبل للاتحاد الجزائري لكرة القدم، بعد أن تم تعبيد الطريق له لهذا المنصب، لخلافة خير الدين زطشي الذي قرر عدم الترشح لعهدة ثانية، تبعا للصراع الذي دخل فيه مع وزارة الشباب والرياضة بخصوص تعديل القوانين الأساسية للفاف استجابة لتوصيات الفيفا، ليتأكد مرة أخرى أن مصير الفاف دائما يُحسم في الكواليس.
وكانت لجنة الترشيحات التي يرأسها عبد المجيد ياحي، تسلمت ملف مرشح واحد، شرف الدين عمارة، وقبلت ملفه وسط جدل كبير بسبب عدم استيفائه للشروط الموضوعة، وعلى وجه التحديد عدم عمله لخمس سنوات على التوالي في المجال الرياضي.
وكان ياحي رفض الموافقة على ملف عمارة، لكن باقي أعضاء لجنته الأربعة الآخرين وافقوا، ليقبل بالتالي هذا الملف وسط جدل واسع، لكن بتأكيد على أنه سيكون الرئيس المقبل للفاف. وما لم تحدث تطورات متلاحقة خلال الأيام المقبلة، فإن عمارة سيكون الرئيس الـ15 للاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ تأسيسه في عام 1962.
ويعد شرف الدين عمارة المدير العام لمجموعة “مادار القابضة”، المالكة لغالبية أسهم نادي شباب بلوزداد، حيث تولى مهمة رئاسة السياربي في عام 2018، وفاز معه الفريق بـ3 ألقاب، وهي كأس الجزائر والسوبر المحلي لموسم 2018-2019، فضلا عن النسخة الماضية من البطولة الوطنية، كما شهدت عهدته أيضا تأهلا تاريخيا لبلوزداد إلى دور ربع النهائي من دوري أبطال إفريقيا، بعد أن احتل الفريق المركز الثاني في المجموعة الثانية وراء ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي.
وسيصبح عمارة أول رئيس للاتحاد الجزائري من دائرة المال والأعمال، باعتبار أن العادة جرت على انتخاب رئيس من الدائرة الضيقة للمسؤولين الذين قضوا مسيرة طويلة في عالم “الساحرة المستديرة”.
ويصف العديد من المتابعين عمارة بـ “المرشح التوافقي”، في ظل تنامي الصراعات الداخلية والحروب الكلامية بين الشخصيات الرياضية الحالية، وهي المعطيات التي أثارت غضب جمال بلماضي، حيث نشر الأخير بيانا على الموقع الرسمي للاتحاد الجزائري لكرة القدم أكد فيه أن التربص الأخير لـ “الخضر” دار في ظروف غير مناسبة، بسبب غياب التركيز عن جميع الأطراف جراء الحرب الانتخابية، كما أبدى أيضا قلقه من إمكانية تأثير الأجواء السيئة التي تعيشها الكرة الجزائرية على أداء المنتخب الوطني خلال الاستحقاقات المقبلة التي تنتظره، وأبرزها بالطبع تصفيات كأس العالم 2022. ورفض بلماضي أيضا الزج باسمه في الحروب الانتخابية، مؤكدا أن مهمته الرئيسية هي الإشراف على تدريب المنتخب الجزائري.
وتأتي هذه التحركات لتؤكد للمرة الألف بأن منصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم دائما ما يخضع لحرب المصالح الضيقة، فمنذ إنشاء الفاف لم يتم انتخاب رئيس بلغة الصندوق الحقيقية، ففي كل مناسبة تتم تزكية اسم معين وبتواطؤ مع أعضاء الجمعية العامة ليكون رئيسا للاتحاد.
يجدر الذكر، أن الجمعية الانتخابية للفاف والمحسومة سلفا ستجري يوم الخميس 15 أفريل المقبل، وستجري الأشغال ليلا بسبب تزامن ذلك مع شهر رمضان الكريم.
أمين. ل