في انتظار "الرماد الذي غسل الماء"

“علي بابا والأربعون حبيبة” في حلة جديدة

“علي بابا والأربعون حبيبة” في حلة جديدة

كشف الروائي المعروف عزالدين جلاوجي مؤخرا عن صدور روايته “علي بابا والأربعون حبيبة” في حلة جديدة، بعد نفاد الطبعة الأولى (1500 نسخة) واصفا إياها بأنها رواية العجائبي والأسطوري ورواية التجريب والتمرد، كما وعد جمهوره من القراء قائلا: “انتظروا قريبا في”الرماد الذي غسل الماء” مع باقة من أعمالي السردية، في حلة مختلفة”.

أشار الروائي جلاوجي، إلى أن المجد دوما لأمة تحلم وتتخيل، تعيد بعث ذاكرتها وموروثها بعثا جديدا مختلفا يسائل الماضي ويعانق الحاضر ويستشرف المستقبل، ويفجر ينابيعه الإنسانية العذبة تبشيرا بثلاثية “الخير والحب والجمال”. ويصف بعض النقاد رواية “علي بابا والأربعون حبيبة” بأنها “تستثمر في طياتها سحر العجائبي، لتنتج كتابة جديدة، فقد حاول الكاتب أن يستقرأ الماضي في ضوء الحاضر، هي كتابة على سراب الحقيقة، يشغل العجائبي حيزا كبيرا في الرواية، من خلال استثمار الكاتب للموروث الشعبي والأسطوري”. كما تتميز الرواية ببنية سردية عجائبية، يتداخل فيها الواقع بغير الواقعي، والطبيعي بغير الطبيعي، بحيث يصدم توقع المتلقي، وهذا ما يجعل الرواية أكثر تأثيرا وأشد وقعا في نفس المتلقي. للمؤلف تقنية تقترب من المشاهد السينمائية، والوصف الموجز، وهناك انتقالات جميلة في السرد وفي أزمان متعددة، أيضا هيمنة المفارقات الزمنية وسيطرت مفارقة الاسترجاع، حيث كانت الأكثر بروزا في هذه الرواية. ويطلق جلاوجي أيضا روايته  “الرماد الذي غسل الماء” ناشرا ما كتبه عنها صديقه الناقد الدكتور مراد ترغيني الذي أشار إلى أن النص ينهض على مفارقة دلالية مركّبة ذات طابع صادم للمنطق الفيزيائي وموح في الوقت نفسه بعمق رمزي ،فالرماد هو أثر الاحتراق، بقايا موت المادة بعد أن يلتهمها اللهب، والماء على النقيض رمز الحياة والخصب والتطهير. أن تقول إن “الماء غسل الرماد” يعني أنك تعيد صياغة العلاقة بين الفناء والتطهير، بين الأثر الأخير للموت وعنصر البدايات. يضيف “هذا النوع من العناوين المفارِقة يقف على أرضية الحداثة الروائية التي تستثمر في الصدمة الجمالية، وتستدعي القارئ إلى إعادة النظر في المسلمات الإدراكية. إنها صياغة من طراز عناوين كافكا أو ساراماغو، حيث تنقلب العلاقات البديهية بين الأشياء، وتُخلق منطقة رمادية (أو رمادية حرفيًا هنا) بين المعنى المباشر والمعنى المؤجل”. بالمناسبة أيضا، أكد الكاتب جلاوجي أن روايته “الشجرة التي هبطت من السماء” التي نفذت بعد أن قرأها الكثير وكتب عنها واشتغل عليها في مذكرات ورسائل ومقالات، وهناك أيضا من ما زال يبحث عنها ويسأل عن طريقة اقتنائها، هي متوفرة ولمن يرغب في ذلك أن يتصل به على الخاص، الأمر ذاته بالنسبة لمن له كفاءة ترجمتها إلى لغات مختلفة.

ب. ص