على فرنسا الاعتراف ثم الاعتذار والتعويض

elmaouid

الجزائر- كشف وزير المجاهدين الطيب زيتوني، عن اتفاق جزائري فرنسي لتشكيل لجنة مشتركة تحت إشراف الأرشيف الوطني الجزائري. وقال إن اللجنة ستلتئم خلال الأسابيع القادمة لدراسة سبل استرجاع كامل الوثائق المتعلقة بتاريخ الجزائر.

وأضاف وزير المجاهدين في تصريح للإذاعة الوطنية، الثلاثاء،  إنه تم إنشاء لجان خاصة بملف الأرشيف الوطني تجتمع بصفة دورية وكذا لجنة مشتركة بالنسبة للمفقودين قامت بإحصاء أكثر من 2000مفقود.

وشدد الوزير على أن هذه الوثائق تعتبر أدلة إدانة ضد فرنسا التي بات لزاما عليها الاعتراف بجرائمها والاعتذار عنها وتعويضها، وأن الجزائر لا يمكنها غض النظر عن مثل هذه الفظاعة وأنها تنوي التعمق في دراسة كل الملفات.

وكشف، الإثنين، سبر للآراء قامت به بعض وسائل الإعلام الفرنسية، أن نحو 50 بالمائة من الفرنسيين يوافقون فكرة اعتذار فرنسا عن جرائمها خلال فترة احتلال الجزائر.

وكان زيتوني قد أكد بخصوص عملية سبر الآراء أن “هذا القبول يمثل استفاقة للضمير الإنساني بالدرجة الأولى” ، مضيفا ” نحن لسنا ضد الشعب الفرنسي لأن منهم من اتخذ مواقف مشرفة مع الثورة الجزائرية ومنهم من ناضل معها وضحى من أجل بلدنا، ولدينا علاقات مستقبلية، لكن المحور الأساسي هو محور الذاكرة الذي لا يجب القفز عليه” .

واعتبر الوزير زيتوني التصريحات الأخيرة لبعض السياسيين الفرنسيين ضد الجزائر بأنها ” حملة انتخابية مسبقة” ، متمنيا أن لا تعطى الفرصة للساسة الفرنسيين لاستعمال الورقة أو الذاكرة الجزائرية لإلهاء الشعب الفرنسي عن مشاكله الحقيقية” .

واضاف  المتحدث “المطالب الجزائرية منذ الاستقلال معروفة ومشروعة وتهدف لتحسين العلاقات بين البلدين، كما تحسنت العلاقة بين فرنسا وألمانيا، وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود إحصاءات رسمية فرنسية تثبت أن أزيد من 138 ألف جزائري دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا ما لا يجب أن تنساه فرنسا، ومن واجبنا نحن الجزائريين أن لا نسكت عنه أبدا، لن نسكت عن جرائمها في حق الشعب الجزائري، لن نسكت عن التفجيرات النووية والألغام التي ما يزال الجزائريون في الحدود يدفعون ثمنها.. وهذه الجرائم يجب على فرنسا أن تعترف بها ثم تعتذر عنها ثم تقوم بالتعويض كما فعلت ألمانيا وغيرها من الدول” .

وردا على تصريح وزير الدفاع الفرنسي الذي دعا إلى تهدئة الذاكرتين والتوجه نحو المستقبل، قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني: موقفنا واضح.. نحن لا نقفز على التاريخ، التاريخ جزء من العلاقات الجزائرية الفرنسية، لا يمكن غض البصر عن الجرائم التي لحقت بالجزائريين، لابد من دراستها دراسة مستفيضة، من دونها لا يمكن بناء علاقات متينة بين البلدين، حاليا لدينا 3000 معطوب وأرامل الشهداء والمجاهدين والمجاهدات الذين يعانون من أمراض مستعصية، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه” .