أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة فايسبوكية تدعو إلى الرأفة بالحيوانات الأليفة، وعلى وجه الخصوص تلك التي يجلبها الإنسان إلى منزله، وهي حملة مغايرة تماما لما اعتدنا عليه، ويهدف القائمون على المبادرة من بياطرة
ومختصين في مجال رعاية الحيوانات إلى القضاء على بعض الظواهر التي تضر بالحيوانات، حيث تم تسليط الضوء على النوع الأليف الذي يجلبه البعض لتربيته في البيت.
رحب الكثير من المواطنين ومتتبعي هذه الصفحات بالحملة الفايسبوكية وتفاعلوا مع دعوات البياطرة بأهمية الرأفة والتعامل بإنسانية مع هذه الحيوانات.
“ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء”
ورفع القائمون على الحملة شعار “ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء”، للإشارة إلى أن الرحمة من سمات المسلم الذي يرجو رحمة خالقه، خاصة عند ظهور بعض الظواهر المشينة والمسيئة في حقها، لاسيما تلك التي يتم تربيتها في البيت، كالقطط والكلاب، وبعض أنواع القوارض، السلاحف والعصافير. في هذا الصدد، قال أحد البياطرة ممن أطلقوا الحملة إن تربية حيوان أليف داخل البيت أمر جميل وطريف، فمنذ الأزل، تعتبر بعض الحيوانات رفيق الإنسان وأنيسه، بالتالي لها حق علينا إذا ما أخذناها من الطبيعة التي تعيش فيها إلى البيت، وحرمانها من حريتها الفطرية، يعني الاعتناء بها والاهتمام بها عبر ضمان حياة تستحقها داخل المنزل، فهي ليست قطعة ديكور توضع في البيت للزينة فقط، يضيف المتحدث، إنما إذا أردنا منها ونستها، لابد من الرأف بها وعدم الإساءة لها.
سلوكيات تضر بالحيوان
قالت خديجة طبيبة بيطرية، إن بعض العائلات تمارس بعض السلوكيات التي تضر الحيوانات، فبعد فترة من تبنيها، وعادة عندما تكبر، تتخلى عنها في الطبيعة فيصيبها ضرر، بعدما اعتادت على إنسان يطعمها ويعتني بها، فتفقد ضالتها ولن تتمكن من الاعتماد على نفسها مرة ثانية، مشيرا إلى أن ما هو أخطر من ذلك، ما يقوم به البعض في محاولة للتخلص من تلك الحيوانات، حتى لا تعود ثانية، باصطحابها بعيدا عن البيت بكيلومترات، وإطلاقها في أماكن خالية لا مكان لها تأكل منه، لتهلك بعد أيام قليلة. في هذا الخصوص، أضافت المتحدثة أنه لابد من تحمل مسؤولية أفعالنا عند اتخاذ قرار تربية حيوان داخل البيت، وتحمل كل ما يأتي بعد ذلك، كالإطعام وتوفير ضروريات عيشه، وأيضا تحمل مسؤولية صغار تلك الحيوانات عند ميلادها، سواء بتقديمها لأشخاص آخرين من أجل تربيتها، أو تقديمها لجمعيات خاصة، وليس رميها في الشارع.
تربية الحيوان بين الثقافة والعادة
من جهة أخرى، حذر البياطرة من تربية بعض العائلات لحيوانات برية، على غرار القردة وبعض الحيوانات التي لا تُصنف في خانة الأليفة أو كحيوان رفقة وأنس، كما لا يمكن التنبؤ بأفعالها وتصرفاتها، كما أن بيئتها هي البرية وليس البيت، نظرا لطبيعة أكلها وتزاوجها أيضا، لهذا فتربيتها من طرف إنسان داخل المنزل تشكل خطرا عليها وعلى مربيها، فتربية حيوان أليف ثقافة وليست عادة.
“يتبنون” القطط والكلاب ويبنون ملاجئ لرعايتها
وفي نفس السياق هناك بعض المواطنين يولون أهمية بالغة للحيوان وبصفة خاصة للقطط والكلاب، ويستثمرون أموالهم من أجل رعايتها وحمايتها من التشرد وباقي الأخطار، بل يتضامنون لأجل جمع تكاليف عمليات جراحية، وحتى تسخير حملات لإطعام المشردة منها، لكن عثرنا في الواقع على شريحة من المجتمع اجتمعت داخل مجموعات فايسبوكية، هدفها إنشاء خلية إنقاذ ونجدة مثلما هو متداول في دول أوروبية، وتنشط مجموعات شبابية من مختلف الأعمار والتخصصات، اشتركت على هدف نبيل هو رعاية القطط والكلاب وتوفير لها أفضل الظروف للعيش، سواء تعلق الأمر بتسهيل إجراءات التكفل، أو حتى التضامن من أجل إنقاذ حياة قطة أو كلب، وشد اهتمامنا قصة التضامن التي جمعت العشرات عبر الفايسبوك وتحديدا بالصفحة التي تسيَرها طالبة جامعية تدعى موصدق ريمة تحت اسم تبني القطط والكلاب، التي نجحت في لمَّ أكثر من 25 ألف معجب كلهم يعشقون تربية القطط والكلاب ويسعون بشتى الطرق لمساعدتها وحتى توجيه من يرغب في التبني، والربط بين الطرفين من باب الإحسان، هذه الصفحة كان لها الفضل في إنقاذ الكثير من القطط المفقودة.
لمياء. ب