ماتزال الوعود الكاذبة التي تطلقها السلطات المحلية بمختلف بلديات ولاية بومرداس تشعل فتيل الغضب لدى السكان الذين في كل مرة يخرجون إلى الشارع تعبيرا منهم عن غضبهم إزاء إقصائهم من كل البرامج التنموية، خاصة وأن المسؤولين في كل مرة يعدونهم
بإيجاد حل لهم في أقرب الآجال، غير أن تلك الوعود في كل مرة تذهب في مهب الريح، الأمر الذي يؤدي بهم في كل مرة إلى الخروج في احتجاجات عارمة تصل في بعض الأحيان إلى التخريب وإشعال النيران ما يؤدي إلى تدخل السلطات الأمنية من أجل تهدئة الوضع، وهو الأمر الذي تذمر له هؤلاء الذين ينتظرون في كل مرة تجسيد تلك الوعود على أرض الواقع خاصة تلك
المتعلقة بعمليات الإسكان والترحيل، التزود بشبكة الغاز الطبيعي إلى جانب توفير أدنى مرافق العيش الكريم خاصة بالقرى والمداشر بالبلديات النائية.
ومن أمثلة الاحتجاجات التي قام بها سكان مختلف بلديات ولاية بومرداس بسبب الوعود الكاذبة للمسؤولين هي قاطنو شاليهات سيدي داود شرق بومرداس،أين اشعل هؤلاء نيران الاحتجاجات من جديد على خلفية الوعود الكاذبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة في شهر أوت الفارط، وكانت السلطات المحلية قد وعدت تلك العائلات بترحيلها قبل بداية شهر سبتمبر، إلا أن الأمر لم يتحقق، حيث عبر السكان الذين قاموا باحتجاجات لأربعة أيام متتالية، عن استيائهم وامتعاضهم الشديدين جراء عدم الوفاء بالوعود، مشيرين في ذات الوقت إلى أنهم ضاقوا ذرعا من الوضع الذي يتخبطون فيه في ظل العيش في تلك البيوت الجاهزة لسنوات طويلة وهي التي تفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة، مبدين انزعاجهم من عدم تجسيد وعود مسؤوليهم على أرض الواقع.
في حين سكان قرى اعفير شرق بومرداس هم أيضا قاموا بغلق مقر البلدية مؤخرا بعد وعود مسؤوليهم في كل مرة بربطهم بشبكة الغاز الطبيعي، غير أن تلك الوعود لم تجسد على أرض الواقع بدليل بقاء السكان يعانون من غياب هذه الطاقة ومن التبعات
اليومية وراء قارورات غاز البوتان، الأمر الذي أشعل فتيل غضب السكان وقاموا بغلق مقر بلدية أعفير مانعين العمال ورئيس البلدية من دخول مقر البلدية حتى يقوم هذا الأخير بتجسيد الوعود الكاذبة التي في كل مرة يمطرهم بها غير أنه لا حياة لمن تنادي معبرين في هذا السياق عن غضبهم إزاء اقصائهم من مشروع تزويد قراهم بهذه الشبكة التي اعتبرها هؤلاء بالضرورية خاصة في فصل الشتاء، آملين أن يجسد رئيس المجلس الشعبي البلدي وعوده قبل حلول فصل الشتاء.
هذا الى جانب احتجاجات أخرى قام بها سكان مختلف بلديات ولاية بومرداس بسبب الوعود الكاذبة للمسؤولين المحليين على غرارسكان قرى كاب جنات الذين قاموا بغلق الطريق المؤدية الى ولاية بومرداس بسبب جملة المشاكل التي تعرقل مسيرتهم اليومية و على رأسها اهتراء الطرقات المؤدية إلى قراهم وغياب الغاز الطبيعي، إلى جانب الماء الشروب الذي يغيب كثيرا خاصة في فصل الصيف وهذا المشكل أخرج سكان العديد من البلديات في ظل الانقطاعات المتكررة له في فصل الصيف على غرار سكان دلس، خميس الخشنة وبودواو الذين اكدوا لنا أن مسؤوليهم في كل مرة يعدونهم بإنهاء مشكلة غياب الماء إلا أن تلك الوعود في كل مرة تذهب مهب الريح وغيرها من الاحتجاجات الأخرى التي قام بها سكان مختلف بلديات ولاية بومرداس بسبب الوعود
الكاذبة من قبل مسؤوليهم التي في كل مرة لا تجسد على أرض الواقع.
وبين هذا وذاك، يرى سكان مختلف بلديات ولاية بومرداس بأن ولايتهم عانت ولا تزال تعاني من الوعود الكاذبة من طرف المسؤولين المحليين، الأمر الذي يدفع سكانها الى القيام باحتجاجات متكررة، أين أكد هؤلاء بأن ولاية بومرداس عرفت في
السنوات الأخيرة احتجاجات كثيرة كرد فعل مباشر على التسيير الكارثي لأشغال المواطنين من طرف السلطات المحلية، مضيفين أن الوعود التي في كل مرة يطلقها المسؤولون لم يتم تجسيدها على أرض الواقع، الأمر الذي سبب احباطا كبيرا لدى السكان وتذمرا واسعا خاصة وأن كل المشاريع تعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز على غرار المشاريع السكنية، الربط بشبكة الغاز الطبيعي الى جانب تهيئة المؤسسات التربوية التي تعرف تأخرا كبيرا على الرغم من أن الدخول المدرسي على الأبواب، مؤكدين في هذا الغرض أن تسريع وتيرة الانجازات والوفاء بالوعود سيوقفان ظاهرة الاحتجاجات وغلق الطرقات.