صعق سكان الحي الفوضوي “توري أحميدة” التابع لبلدية عين البنيان الواقعة غرب العاصمة، من الاقصاء الثاني من عملية الترحيل نحو سكنات لائقة، بعدما علقوا آمالا كبيرة على تحقق حلمهم، مصعّدين بذلك احتجاجهم
الذي كان سابقا على شكل شكاوى ومراسلات واحيانا مناشدات لتتحول إلى وقفة سلمية على مستوى المقاطعة الإدارية للشراڤة للتعبير عن قمة استيائهم لحرمانهم من حق الانتقال إلى شقق لائقة وآمنة رغم الوعود التي أطلقها المسؤولون المتعاقبون على المجلس الشعبي البلدي لعين البنيان وحتى والي العاصمة عبد القادر زوخ الذي كان قد صرح قبل 3 سنوات أن المعنيين سيرحّلون في أقرب فرصة.
نددت 170 عائلة قاطنة بالحي الفوضوي “توري احميدة” بالظلم والإجحاف الممارس عليها، متسائلين عن أسباب حرمانهم من فرصة تحقيق حلمهم في سكن لائق الذي لطالما راودهم موازاة مع سلسلة عمليات الترحيل التي نظمتها مصالح ولاية العاصمة لسكان الاحياء الفوضوية وغيرهم منذ 2014 والتي حررت الكثيرين من كابوس لا يزال يجثم على صدورهم ويمنعهم من ممارسة حياتهم، مؤكدين أن معاناتهم فاقت العقدين من الزمن ومنهم من بدأ ألمه بعيد الاستقلال مباشرة، إذ اوى الى هذا الحي اعتقادا منه أنه سيتمكن في ظرف سنوات من التخلص منه، ليكتشف أن الامر أصعب بكثير من تحققه بكل تلك السهولة وأن أي محاولة للانتقال ستكلفه اموالا باهطة لا يقوى عليها مهما حاول، فاستسلم لهذا الواقع المرير الى غاية 2007 حيث عادت الآمال لتدغدغ خيالاتهم، فقد تم إحصاؤهم من قبل مصالح البلدية واعتقدوا أن عملية الترحيل لن تطول باعتبار حيهم من الأوائل الأحياء التي خضعت للاحصاء.
وبحسب السكان فإن الكثيرين يزعمون أن الحي تقطنه 600 عائلة، الامر الذي عطل عملية الترحيل، في حين أن 170 عائلة فقط تتواجد بالمنطقة وتعاني الامرين خاصة مع القوارض التي لا تفتأ تهجم على مساكنهم بين الفينة والاخرى حاملة معها كل أنواع الامراض الخطيرة، إضافة إلى مختلف أنواع الحشرات التي تتكاثر بشدة، مستفيدة من الرطوبة العالية في مساكن لا ترقى الى الاستعمال البشري لكونها تؤثر على صحة قاطنيها الذين يعيشون الرعب في الشتاء ومعاناة لا تطاق في الصيف، ضف إليها محيط الحي الذي يتحول إلى مستنقعات يستحيل على السكان تجاوزه دون ارتداء أحذية مخصصة لمجرد العبور فقط .
وانتقد السكان الوضع الذي فرض عليهم رغم أن الوالي عبد القادر زوخ وفي زيارة له قادته الى حي 720 مسكن تساهمي قبل 3 سنوات، وعد بترحيلهم في أقرب فرصة وهو ما لم يتحقق، معربين عن امتعاضهم لهذا التجاهل خاصة وأنهم يشكون كل النقائص في ضروريات العيش الكريم وإن شبكات الماء الشروب والغاز وقنوات الصرف الصحي وحتى الكهرباء قد مرت بحيهم دون أن يستفيدوا هم منها، الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى الاحتجاج السلمي على مستوى مقر دائرة الشراقة كحل للفت انتباه المسؤولين إلى معاناتهم وتذكيرهم بوعودهم وواجباتهم إزاء هذه العائلات التي تكاد تفقد الأمل نهائيا في الترحيل.