على حساب السنغالي ماني والمصري محمد صلاح… الفرنسيون يرشحون محرز للتتويج بالكرة الذهبية الإفريقية

على حساب السنغالي ماني والمصري محمد صلاح… الفرنسيون يرشحون محرز للتتويج بالكرة الذهبية الإفريقية

بالرغم من معاناته من البقاء على دكة احتياط فريقه مانشستر سيتي الإنجليزي، منذ انتقاله إليه، صيف العام الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع الدولي الجزائري رياض محرز، من التوهّج ولفت الأنظار، وساهم محرز بشكل فعّال في تتويج فريقه بثلاثة ألقاب خلال الموسم الكروي المنصرم، فضلاً عن قيادته المنتخب الجزائري للحصول على لقب كأس إفريقيا في مصر.

ولم ينطلق الموسم الكروي الحالي لـ “السيتي” بما يشتهيه النجم الجزائري، إذ تراوحت مشاركاته ما بين بديل وأساسي مع فريقه، لكنه مع ذلك تمكّن من فرض نفسه وإحراج الإسباني بيب غوارديولا الذي ما فتئ يعتمد عليه في التشكيل الأساسي “مرغماً” بالنظر لتألقه، وظهر ذلك جلياً خلال المباراة الأخيرة أمام شاختار دونيتسك الأوكراني في دوري أبطال أوروبا، حيث ساهم محرز في فوز “الأزرق السماوي” بثلاثية نظيفة، بعدما سجل هدفاً وصنع آخرا، فضلاً عن تألقه الملفت بلقاء واتفورد بـ “البريميرليغ”.

وفتح إبداع محرز مع “السيتي” و”الخضر”، الباب على مصراعيه، لترشيحه للحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2019، وهي الجائزة التي تمنحها الكاف كل عام، إذ سبق لمحرز التتويج بها عام 2016، قبل أن يخفت بريقه وتعود الجائزة للمصري محمد صلاح مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي، في النسختين الأخيرتين، ورشّحت مجلة “فرانس فوتبول” الرياضية، محرز بقوة لاستعادة تاجه الإفريقي هذا العام، مشيرة إلى تفوقه الواضح على غريميه محمد صلاح، وزميله في “الريدز” السنغالي ساديو ماني، خلال العام الجاري.

وأبرزت المجلة الفرنسية، في تقرير لها، وجود محرز في أفضل مكان لمقارعة السنغالي ماني على الجائزة الكبيرة على حساب “الفرعون” المصري محمد صلاح، موضحة أن النجم الجزائري يتفوق على غريميه، رغم حصولهما على لقب دوري أبطال أوروبا، ومشاركتهما في كأس أمم إفريقيا بمصر، مشيرة في هذا الإطار، إلى أنّ صلاح غادر البطولة من دورها الثاني بشكل مخيّب للآمال، بينما وصل ماني إلى المباراة النهائية، قبل أن يخسر منتخب بلده التاج القاري، أمام منتخب الجزائر بقيادة محرز.

واعتبرت المجلة أنّ موسم محرز، من حيث الألقاب، أفضل بكثير من موسم صلاح وماني والغابوني بيير أوباميانغ نجم أرسنال الإنجليزي الذي أنهى الموسم الماضي هدافاً في “البريميرليغ” رفقة نجمي ليفربول، لكنه غاب عن أمم إفريقيا بمصر، وسط سيطرة واضحة لمحرز ومانشستر سيتي على كل الألقاب المحلية الممكنة، بداية من كأس الدرع الخيرية التي أحرزها “السيتي”، في أوت من العام الماضي، فضلاً عن ثلاثية الدوري وكأس الرابطة وكأس الاتحاد، إضافة إلى الدرع الخيرية التي توج بها على حساب ليفربول بالذات، في أوت الماضي.

وأشادت “فرانس فوتبول” بـ”الدور المحوري” الذي لعبه محرز في تتويج الجزائر بلقب “الكان”، بفضل الأهداف الثلاثة الحاسمة التي سجلها في البطولة، ولعل أبرزها كان هدفه “العالمي” في مرمى نيجيريا في نصف النهائي عبر كرة ثابتة مباشرة في الوقت القاتل من المباراة، إذ صنع هذا الهدف الحدث عبر وسائل الإعلام العالمية ووسائط التواصل الاجتماعي، وشكل مصدر إلهام للأطفال والشبان الذين حاولوا تقليد رياض، والطريقة التي سجل بها الهدف “الخرافي”، كما أشادت المجلة الفرنسية، بقدرة محرز على الصمود في وجه “المنافسة الشرسة” التي واجهها في فريقه في ظل وجود عدة لاعبين مميزين على غرار البرتغالي بيرناردو سيلفا، والإنجليزي رحيم سترلينغ، والبلجيكي كيفن دي بروين، فضلاً عن تأقلمه مع الأجواء داخل فريق كبير مثل “السيتي” وفي ظرف وجيز جداً، حيث أنهى الموسم الماضي بأرقام وإحصائيات رائعة عبر تسجيله 12 هدفاً، ومثلهم من التمريرات الحاسمة، ومشاركته في 44 مباراة.

وأثنت “فرانس فوتبول” أيضاً على الإرادة التي تحلّى بها اللاعب السابق لليستر سيتي الإنجليزي، مع المنتخب الجزائري، إذ تمكّن من الخروج من قوقعته، وتقمّص دور اللاعب الأبرز أو “المنقذ” والقائد الحقيقي لكتيبة “المحاربين”، مستغلاً بشكل مثالي الثقة التي منحها له المدير الفني جمال بلماضي، وكانت النتيجة تحقيق اللقب الإفريقي الذي غاب عن خزائن الجزائر لمدة تجاوزت 29 سنة، ولم تغفل المجلة الفرنسية، تحوّل محرز لبطل قومي ومصدر فخر في بلده، ووسط الجالية الجزائرية والعربية والإفريقية في أوروبا، وفي فرنسا بشكل خاص، عندما هبّ للدفاع عن منتخب بلده وجماهيره، خلال البطولة الإفريقية، حيث صنع الحدث من خلال تغريداته وتدويناته “الساخرة” تجاه نائب فرنسي ينتمي لليمين المتطرف كان يتمنى خسارة الجزائر في “الكان” كي لا تخرج الجماهير الجزائرية للاحتفال في فرنسا.

ل/أمين