على حبل الذاكرة

على حبل الذاكرة

أعود على عتبات الذكرى إلى اللقاء الأخير والمثير، إلى شاطئ المرجان لأروي له بقية شجوني وأبتاع منه حفنة رمل كلها ذكريات وآهات وعطر الغائب الذي ما زال يراودني…….سأبقى هناك معي..

عادت وحيدة وتَرَكَتْنِي هناك أُشارِكُني لحظة غبطة ونفحة نشوى بنبيذ الذكرى المعتق بالشوق…

هناك بدأتُ أقلب صفحات الذاكرة وحبيبات ساعة رملية توقف نبضها من ذاك اليوم ونقوش كلماتك الموشومة على عتبات صخر عتيد في ذاك الشط الذي أصبح وحيدا. وبدأت أقرأ وأقرأ…..

كلما قرأت لك وغصت في أعماق الكلمات والعبارات.. تجليت وانتشيت وأيقنت أن مداد يراعك روحاني وسحري… وزدت يقينا أنه ولا ألف تعويذة يمكنها فك مس أصابني.. ولا تحرير إرادة قلب مسلوب.

جلست على ناصية الشوق.. ورحت ألتفت ذات اليمين وذات الشمال أبحث عني في بقايا حكايات رويناها للموج والصخر.. أقنعتني أنك هناك جالس على ذات الناصية تداعب القيثارة العتيقة.. قلت لك:

اضبط الأوتار على إيقاع النبض… وحاول تبييض نوتاتك السوداء… مايسترو الوجع صادق على سيمفونية الاه الألف.
كم أشتهي السماع إلى سيرينادا الوجدان وتكون من تأليفك ومهداة إليَ… مللت أنا الأسى والكدر ولعبة القدر…
لَسْتُ غنيمة حُبٍ ولا أَسِيرَةَ قَلْبٍ …أنا قَلْبُ أَحَبَ وعَقْلُ سُلِب…نعم عقل سُلبَ…فقدك أفقدني عقلي وحتى قلبي ظل معك…. كنت أحاكيك والبسمة تزين محياي.. ولكن دمعي نزل وكسر تلك البسمة..
ويحي ما بال دمعي يغار من تبسمي؟

خاطرة: بقلم وحيدة رجيمي\عنابة