عُرض بوهران، الفيلم الوثائقي “على أثار المحتشدات” الذي يصور صفحة سوداء من صفحات الاستعمار الفرنسي للجزائر، في محاولة يائسة لضرب الثورة التحريرية.
وذكر مخرج الفيلم السعيد عولمي بعد عرضه بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية، أن هذا العمل الذي تطلب سنة ونصف من البحث والتحقيق في الأرشيف داخل الوطن وخارجه ومقابلات مع شهود وباحثين وزيارات لمواقع المحتشدات “ساهم في عرض صفحة سوداء من صفحات الاستعمار الفرنسي المليئة بالمآسي التي ذهب ضحيتها ملايين الجزائريين”.
ويبين الفيلم الذي أنتجته الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي والمركز الجزائري لتطوير السينما، معاناة الجزائريين داخل المحتشدات التي أنشأها المستعمر الفرنسي بداية من 1955 بأمر من الجنرالين بارلونج وسوستال، بهدف عزل مجاهدي جيش التحرير الوطني عن المجتمع وكانت البداية بثلاثة محتشدات بمنطقة الأوراس لتعمم بعدها على كل جهات الوطن.
وقدم ذات المخرج من خلال هذا الفيلم الذي يدوم 75 دقيقة، مجموعة من الشهادات لجزائريين وجزائريات من منطقتي الأوراس والبيض حول كيفية إخراجهم من ديارهم من طرف المستعمر الفرنسي، الذي قام بحرقها ونقلهم إلى محتشدات يفترشون فيها الأرض، قبل أن يلجأوا إلى بناء أكواخ دون أن يجدوا فيها ما يسد جوعهم ليموت عدد منهم جوعا وكمدا.
كما عرض شهادات شفوية ومكتوبة ومصورة لفرنسيين بعضهم عمل كممرض أو مصور ضمن الجيش الفرنسي بالجزائر، تقر بالوحشية التي تعامل بها الضباط والجنود الفرنسيون مع الجزائريين العزل والتعرض لكرامتهم والتسبب في موتهم وموت أطفالهم جوعا ومرضا.
ونوه السعيد عولمي بأهمية تطرق الباحثين إلى جوانب أخرى من أثار نقل الجزائريين إلى المحتشدات، بينها الأثر النفسي للجريمة والذي قد يمتد إلى أجيال أخرى.
كما دعا إلى الاهتمام بالحفاظ على مواقع المحتشدات كدليل مادي على جرائم المستعمر وتنظيم زيارات إليها لصالح الشباب لتعريفهم بفظاعة الاستعمار الفرنسي.
ق- ث