علو الهمة من الإيمان

 علو الهمة من الإيمان

 

إن بعض الناس يريد الخير ويرجو الفلاح والفوز، ولكن هل يُدرك شيئًا من ذلك أو غيره بمجرد الإرادة والأماني؟ فأين البذل والعطاء للإسلام؟ أين الأعمال الصالحة؟ أين الاجتهاد والتشمير وصدق التوجه؟ أين تغليب مصالح الجماعة والأمة الكلية على مصالح النفس الجزئية؟ قال تعالى: ” وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ” الإسراء: 19. فكيف يجاهد الإنسان نفسه على طلب معالي الأمور؟ :

– العلم بالله ورسوله: فلا ترتفع الهمم بمثل العلم، فالعلم يرتقي بالهمة ويصفي النية، ويرفع صاحبه عن حضيض التقليد، كما يبصر صاحبه بحيل إبليس وتلبيسه عليه؛ قال تعالى: ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ” المجادلة: 11.

– المجاهدة: فبدونها لا يتحقق شيء ولا تُخطَا خُطًى ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ” العنكبوت: 69.

– صحبة أُولي الهمم العالية: فإن العبد يستمد من لَحظ الصالحين قبل لفظهم؛ لأن رؤيتهم تذكر بالله، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “ما أُعطي عبدٌ بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم وُدًّا من أخيه، فليستمسك به”.

– المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف: قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ” آل عمران: 200. فمن أخَّر الفرصة عن وقتها، فليكن على ثقة من فواتها.

– كثرة ذكر الموت: لأن ذلك يدفع إلى العمل للآخرة، والتجافي عن دار الغرور، ومحاسبة النفس وتجديد التوبة، وإيقاظ العزم على الاستقامة.

– الدعاء الصادق: إذا أردت بابًا أقرب إلى مولاك وأوسع ولا مزاحم فيه، فاطْرق باب الله؛ فإن هذا الباب يفتح لك منه ما لا يُفتح لك في غيره؛ قال ابن الجوزي رحمه الله: “وقد عرَفت بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي، وإنما تقصر بعض الهِمم بعض الأوقات، فإذا حُثَّت سارت، ومتى رأيت في نفسك عجزًا فسل المنعم، أو كسلًا فالجأ إلى الموفق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته، ولا يفوتك خير إلا بمعصيته.