علاوة حاجي ينتقد برامج الكاميرا الخفية: الكاميرا والمايكروفون باتا بمثابة لعبة في يد مجموعةٍ من الصبيان

elmaouid

اعتبر الناقد السينمائي والإعلامي والمهتم بالشأن الثقافي علاوة حاجي أن ظاهرة برامج الكاميرا الخفيّة في موجتها الحالية (التي تعتمد على استضافة فنّان وبهدلته) بدأت قبل سنوات في قناة “النهار”، ولكن يبدو أن

قنوات أخرى، بما فيها تلك التي كانت إلى وقتٍ قريب تقدّم محتوى مقبولا، مثل “دزاير. تي. في” استساغت الفكرة، فركبت الموجة أيضاً، وهكذا، أصبحنا نُشاهد هذا النوع على جميع القنوات تقريباً.

وأوضح في تصريح لـ “القدس العربي”، “أن هناك حالة في القنوات الجزائرية يجب الانتباه لها، تتمثّل في ظهور جيل جديدٍ من الصحافيّين هدفه الوحيد هو الظهور، ولا يهمّ بأيّ طريقة. يكون الواحد منهم صحافياً ميدانياً في الصباح، وممثّلاً في المساء، ومقدّم برامج خفية في اليوم الموالي، دون التزامٍ بتخصّص واحد”، معتبرا أن الكاميرا والمايكروفون أصبحا بمثابة لعبة في يد مجموعةٍ من الصبيان الذين تعوزهم الثقافة والوعي، ومع ذلك، اللوم لا يقع على هؤلاء، يقول حاجي، بل على القنوات التي تُشّجعهم بحثاً عن الانتشار وعائدات الإعلانات.

وأشار إلى أن برامج الكاميرا الخفيّة تُحقّق ذلك، لأن هذا النوع يُحقّق مشاهداتٍ عالية، وهو ما تُظهره الأرقام والتفاعل على مواقع التواصل الجزائري، فالجميعُ ينتقد استضافة مغنّيي الكباريهات، لكن الجميع يتابعهم.

وأكد علاوة حاجي أن اللافت فعلاً هو ضحالة تلك البرامج وسطحيتها وافتقادها للإبداع والأفكار الجديدة: جميعها تستضيف فنّاناً وتستفزّه لتُخرج أسوأ ما فيه، ثمّ يكتشف أنه ضحية كاميرا خفيّة. بمعنىً آخر، بإمكانك أن تفعل بالضيف ما تشاء، بما أنك تملك كاميرا، وأنه من الظاهر أن ما يُسمّى فنّاني الكباريهات هم الضحايا المفضّلون لأصحاب هذه البرامج، فمن جهةٍ هم مثيرون للجدل وبالتالي يُحقّقون ضجة إعلامية، ومن جهة أخرى هم متوفّرون بسهولة، فقد فتحت لهم الفضائيات الخاصة أبوابها بعد أن ظلوا غائبين عن التلفزيون والإذاعة الحكوميّين لسنوات طويلة.