أنا صديقكم عمار من ورڤلة، موظف بمؤسسة خاصة، متزوج وأب لأربعة أطفال، عانيت كثيرا في حياتي بسبب انفصال والدي عن والدتي، ولكن والدتي بذلت قصارى جهدها لتقدم لي كل ما أحتاج وتكون سندا لي في
الحياة، بدليل أنها لم تعد الزواج مرة أخرى بعد طلاقها من والدي رغم أنها تلقت العديد من العروض، ورغم كل ما فعلته والدتي من أجلي إلا أن نظرتي للحياة قاتمة دوما ويكون مصيري الفشل في كل ما أقوم به. وأصبحت أتخلى عن تنفيذ ما يدور ببالي خوفا من عدم اصابتي للهدف، وأيضا علاقتي بزملائي متدهورة بسبب معاملتي القاسية لهم واتهامي لهم بأمور غير لائقة، كأن أتشاجر مع زميلي بسبب أنه أدار وجهه عني عندما رأيته في المكان الفلاني ولم يسلم عليّ ورغم تأكيده لي أنه لم يرني إلا أنني لا أصدقه وأدخل معه في مشاكل عويصة تنتهي دائما بقطع علاقتي به. فأرجوك سيدتي الفاضلة دليني على الحل الأرجح لمعاناتي قبل أن أفقد كل الناس وأبقى وحيدا.
المعذب: عمار من ورڤلة
الرد:
المتمعن في قراءة محتوى مشكلتك يتضح له أنك متردد في اتخاذ قراراتك وتنفيذ ما يدور ببالك من أفكار ومشاريع، وقبل تنفيذك لها على أرض الواقع والسعي للوصول إليها والنجاح في تنفيذها يكون تفكيرك سلبيا بأنك لا تصل إلى هذا الهدف ولا تجسد مشروعك خوفا من فشله، عليك أن تبعد من مخيلتك كل تلك الأفكار السلبية وتحاول تجسيد ما يدور ببالك من أفكار ومشاريع وتحقيق النجاح فيها والوصول إلى الهدف المنشود، وهذا التفكير يساعدك كثيرا في الوصول إلى ما تطمح إليه.
أما بخصوص تجاهل زملائك عندما تلتقيهم في مكان ما خارج المؤسسة وتتشاجر معهم بسبب هذا الأمر وتتهمهم بأمر غير موجود رغم أنهم يؤكدون لك أنهم لم يفعلوا ذلك بقصد، بل لأنهم لم يرونك، فلو كنت أخي عمار موضوعيا وواقعيا في هذا الأمر ولكي لا يتغلغل الشك إلى مخيلتك، كان من المفروض أن تبادر إلى إلقاء السلام على زملائك وحينها تعرف إن كان فعلا زميلك لم يرك أو أدار ظهره لك وتجاهلك كما تعتقد، أنت مخطئ أخي عمار في الكثير من الأمور والنقاط المتعلقة بحياتك مع الآخرين، وعليه أنت مطالب بإعادة النظر في هذا الأمر، وطلب العذر من زملائك الذين قطعت علاقتك بهم بسبب تقديرك الخاطئ لعدة أمور، فكن واقعيا في حياتك لتكسب حب وود الآخرين. بالتوفيق.