من نعم الله على الإنسان أن جعله اجتماعيا بطبعه يحتاج إلى الآخرين ويحتاج إليه الآخرون قال الله تعالى: ” نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ” الزخرف: 32، ولو تساوى الناس لتعطلت مصالحهم ومنافعهم فلا غنية عن الخلطة بالناس والتكيف على العيش معهم على اختلاف منازلهم وأعمارهم وأعمالهم. ومن عاش مع الناس وعرف كيف يتعامل مع كل بما يناسبه فذ لك خير من المتبرم المتشكي من أحوال الناس المنعزل عنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ” رواه الترمذي. إن خير الهدي وأكمله هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم فمع علو مكانه وشرف قدره إلا أنه كان مجيبا لدعوة الناس قريبا من الناس جميعا جاء في صحيح البخاري “إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت حتى يقضي حاجتها”. ودخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد” وبهذا الخلق النبوي دخل حب رسول الله إلى شغاف القلوب. وقال صلى الله عليه وسلم: “لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلى ذراع أو كراع لقبلت” رواه البخاري. وإذا تأملنا في نصوص السنة النبوية وجدنا جما غفيرا وعددا كثيرا من التوجيهات النبوية التي مؤداها إشاعة المحبة والألفة والمودة والرحمة والصلة والقرب وحسن العشرة. فرغب عليه الصلاة والسلام في الزيارة والمجالسة في الله وحث على الهدية والتهادي وجعل من حق المسلم السلام عليه وإجابة دعوته وعيادته وإتباع جنازته وتشميته إذا عطس وحمد الله و النصح له عند المشاورة وجعل التبسم في وجه الأخ صدقة ورغب في إدخال السرور على المسلم، وحث على الشفاعة ورغب في الجود والكرم وأكد على مبدأ شكر الناس فمن لا يشكرهم لا يشكر الله وأوصى صلى الله عليه وسلم أبا هريرة بقوله: “وأحب للمسلمين والمؤمنين ما تحبه لنفسك وأهل بيتك واكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا” رواه ابن ماجة وحسنة الألباني.
من موقع وزارة الشؤون الدينية