الجنرال أوفقير طلب دعم إسرائيل عشية الحرب على الجزائر 

elmaouid

 الجزائر- فجر المؤرخ الإسرائيلي يغال بن نون  “قنبلة” مدوية لأركان نظام “المخزن”  بتفاصيل تاريخية مثيرة حول علاقات الرباط بدولة الاحتلال الصهيوني  حيث كشف أن بداية العلاقات الدبلوماسية السرية بين المملكة وإسرائيل، كانت قبيل حرب الرمال بين المغرب والجزائر.

وقال الباحث الإسرائيلي إن العلاقات المغربية الإسرائيلية،  بدأت أولا قبل استقلال المغرب، من خلال المؤتمر اليهودي العالمي، عبر منتدبيْه بالمغرب جو غولان وألكسندر إيسترمان، اللذين التقيا ممثلي القصر على رأسهم مبارك البكاي، وأسماء من حزب الاستقلال من قبيل المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد، كل ذلك بهدف حماية حقوق اليهود بالمغرب. كما أشار إلى أنه أثناء اجتماع مغلق للجامعة العربية ببيروت، سنة 1959، فاجأ الأمير مولاي الحسن جميع المشاركين، بأنه قد حان الوقت للعرب للاعتراف بإسرائيل، بل وانخراطها في الجامعة العربية.

واستعرض بن نون في حوار مطول مع موقع “360” المغربي كيف تم تسجيل أول علاقات ديبلوماسية سرية بين المغرب وإسرائيل، فبراير 1963، قبيل حرب الرمال بين المغرب والجزائر،  حيث كان أول لقاء ديبلوماسي مع القصر،  بين الذراع الأيمن لإيسر هاريل، ياكوف كاروز والجنرال محمد أوفقير بشارع فيكتو هيغو بباريس، ببيت قائد الشرطة الفرنسي، والمنتدب لدى الأنتربول، إيميل بنحمو، تلته سلسلة من اللقاءات بين أوفقير والعميل الشاب للموساد دافيد شومرون، حيث جرت اللقاءات بجنيف بفندق “بو ريفاج” وبفندق كورنافين بشارع جيمس فازي.

وبحسب المتحدث فقد فضل المغرب في تلك الفترة  طلب مساعدة من تقنيين إسرائيليين عوض نظرائهم من فرنسا أو أمريكا أو روسيا أو حتى مصر، أما بخصوص إسرائيل، فقد كان وزيرها الأول دافيد بن غوريون، يبحث عن علاقات مع بلدان عربية أو مسلمة، خارج الصراع العربي -الإسرائيلي.

 

 

*الجنرال مير أميت ومساعده  كاروز زارا المغرب غداة فشل المفاوضات بين الحسن الثاني والرئيس  بن بلة

 

وأضاف المتحدث أنه في منتصف فبراير من  السنة نفسها، سافد أحمد الدليمي، من الأمن الوطني المغربي،  إلى تل أبيب من أجل لقاءات عمل مع عدة فروع للموساد قبل أن يتلقى السفيران المغربي والإسرائيلي بباريس، محمد الشرقاوي، ووالتر إيتان، في 12 أبريل 1963بعد تليقهما الضوء الأخضر من حكومتي بلدهما للقاء، بعدها توالت لقاءات عملاء الموساد مع أوفقير والدليمي وعديد الشخصيات المغربية.

وتابع بن نون أنه “بعدها بشهرين، حل بالمغرب، مير أميت زعيم الموساد الذي خلف إيسر هاريل،  ليلتقي كلا من الحسن الثاني والجنرال محمد أوفقير برواق صغير بقصر مراكش .

وفي سياق متصل، ذكر المؤرخ الاسرائيلي أن الجنرال مير أميت ومساعده ياكوف كاروز قاما بزيارة إلى المغرب غداة فشل المفاوضات بين الحسن الثاني والرئيس  أحمد بن بلة، حول المشاكل الحدودية، وقبيل حرب الرمال بين البلدين الجارين” حيث كشف بهذا الصدد أن الجنرال أوفقير طلب دعم إسرائيل عسكريا وأمنيا واستراتيجيا، ولم يكن المغرب يثق لا في الأمريكيين ولا في الفرنسيين، لهذا فضل دعما من إسرائيل.

 

*السلطات المغربية تقاضت من 50 إلى 250 دولار عن كل  يهودي مغربي يهجّر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة

 

وعاد المتحدث من جهة أخرى إلى شهر أوت من العام 1961، حيث تم توقيع “اتفاق التسوية” بين الحسن الثاني والإسرائيليين، يتيح تنقيلا سريا ومنظما للطائفة اليهودية المحلية، وخلال مفاوضات هذا الاتفاق حضر وسطاء إسرائيليون كجو غولان وأندري شوراكي، ومن الجانب المغربي حضر بنسالم كسوس، الذي التقى في مارس 1960 بالقدس، بوزير الشؤون الخارجية غولدا ماير، فيما ظلت شخصيات يهودية في الظل من قبيل سام بنزراف وإسحاق كوهن أوليفر، الذين التقوا بالأمير مولاي علي وعبد القادر بن جلون، من أجل تمحيص بنود هذا الاتفاق” مشيرا إلى أن “الجنرال محمد أوفقير لم يحضر اتفاق الهجرة الجماعية لليهود من المغرب، حتى إنه رفض الاتفاق”.

وأوضح المصدر أن الاتفاق كان يقضي باستفادة المغرب تعويضا ما بين 50 إلى 250 دولار للفرد الواحد، نظير الضرر الاقتصادي الذي من المحتمل أن يتسبب فيه رحيل اليهود المغاربة، هذه الهجرة تمت تحت غطاء المنظمة الإنسانية للهجرة  (Hebrew Sheltering and Immigrant Aid Society).

وفي شق آخر، واصل بن نون يستعرض تفاصيل وخبايا العلاقات المغربية بإسرائيل  قائلا إنه “في سنة 1980، نصح الجنرال إسحاق رابين، الذي سيضحي وزيرا أول، أحمد الدليمي ببناء جدار عازل يقي “الصحراء النافعة” ومناجم بوكراع، وهنا توطدت الروابط بين المغرب وإسرائيل في عديد المجالات الأمنية، وبالأخص في التعاون الفلاحي، والتكنولوجيات الجديدة، والاتصال والتجارة وتكوين الأطر…”