عقب احتجاجات غاضبة.. عودة الهدوء لبيروت والحكومة تسترد مقارها

عقب احتجاجات غاضبة.. عودة الهدوء لبيروت والحكومة تسترد مقارها

 

عاد الهدوء إلى وسط العاصمة اللبنانية، الاحد، بعد مواجهات شهدتها بين القوى الأمنية ومحتجين كانوا يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.

وقد عملت وحدات من الجيش على إخراج عشرات المحتجين من مقار وزارات الخارجية والطاقة والاقتصاد.

وكان المحتجون، ومعظمهم من العسكريين المتقاعدين ومجموعات من الحراك الشعبي، قد سيطروا على مبنى الخارجية بشكل كامل بما في ذلك مكتب الوزير، من دون أي مواجهة.

وأدت المواجهات في ساحة الشهداء وفي محيط البرلمان، إلى إصابة العشرات ومقتل أحد عناصر قوى الأمن، وقد اقتحم المحتجون عددا من المقار الحكومية، من بينها وزارات الخارجية والاقتصاد والطاقة والبيئة، وكذلك مبنى جمعية المصارف.كما اقتحم متظاهرون غاضبون أيضا مقر جمعية المصارف وسط بيروت وأضرموا النيران في الطابق الأرضي منه، قبل أن يتدخل الجيش لصدهم.وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، الاحد، أن عناصر الجيش دخلوا من باب خلفي وبادروا إلى إخماد النيران ودفع المتظاهرين إلى الخارج، والذين كانوا يرددون هتاف “يسقط يسقط حكم المصرف”.وكان الصليب الأحمر اللبناني قد أعلن أن فرق إسعافه نقلت إلى المستشفيات وعالجت ميدانيا نحو 240 جريحا خلال المواجهات، ومن جانبها أعلنت قوى الأمن مقتل أحد عناصرها واعتقال خمسة متظاهرين على خلفية قيامهم بأعمال شغب.وخلال تواصل هذه الاحتجاجات والمواجهات، توجه رئيس الحكومة حسان دياب بكلمة إلى اللبنانيين وقال إنه مستعد لتحمل المسؤولية لمدة شهرين إلى حين اتفاق الأطراف السياسية على حل للأزمة الراهنة.ووعد دياب في خطاب له قبل قليل بأنه سيقترح، الاثنين، على مجلس الوزراء إجراء انتخابات نيابية مبكرة للخروج من الأزمة السياسية الحالية.وقال “بواقعية، لا يمكن الخروج من أزمة البلد البنيوية إلا بإجراء انتخابات نيابية مبكرة لإنتاج طبقة سياسية جديدة ومجلس نيابي جديد” مؤكدا أنه لا يتحمل المسؤولية عن الأزمات السياسية والاقتصادية العميقة التي يمر بها لبنان.وأضاف دياب أن اللبنانيين لن يرحموا من يقف في وجه إصلاح البلد، على حد وصفه.ومن جانبها دعت قيادة الجيش إلى ضبط النفس، والتعبير بشكل سلمي، وتجنب الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة.يذكر أن حصيلة ضحايا الانفجار ارتفعت إلى 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح و21 مفقودا.ولليوم الخامس على التوالي تلملم بيروت جراحها، ويعمل متطوعون وسكان في أحيائها المتضررة على رفع الركام والزجاج المحطم وإصلاح ما يمكن إصلاحه جراء الانفجار الذي يعد من بين الأضخم في التاريخ الحديث.ويشعر بعض السكان -الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها- بأن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى.