روى البخاري في صحيحه أن حكيم بن حزام قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: “إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى”.
إن موضع العبرة في هذا الحديث الشريف الصحيح هو ما يلي:
– الرغبة الشديدة في المال مكروهة.
– سؤال المال وطلبه ليس محموداً إلا لضرورة وعلى شرط أن لا يهلك في هذه الفتنة.
– المال فتنة فليحذرها طالبه، وليكن على نور من ربه حتى لا يهلك في هذه الفتنة.
– حرمة سؤال الناس المال والإلحاح في ذلك، إذ يسلب صاحبه إيمانه، ويبعث يوم القيامة وليس في وجهه قطعة لحم، وذلك لكثرة سؤاله الناس المال، والإلحاح عليهم في ذلك.
– المال الذي يأخذه العبد من يد غيره فإن كان بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بغير طيب نفس من أعطاه لم يبارك له فيه ويصبح صاحبه كالذي يأكل ولا يشبع.
– تقرير مبدأ: أن اليد العليا وهي المعطي صاحبها خير وأشرف من اليد السفلى وهي اليد الطالب صاحبها والآخذ بها. ألا فليحذر المؤمن هذا الطلب وليصبر، وليسأل الله والله لا يخيبه لأنه وليه وولي إخوانه المؤمنين.
العلامة أبو بكر الجزائري