عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

 عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

روى البخاري أنه لما وصلت جزية البحرين وسمع بها الأنصار، وافقت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، وقال: “أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة أنه جاء بشيء؟ قالوا أجل يا رسول الله، قال: فابشروا وأملوا ما يسركم، فوا الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسط على من كان قبلكم فتنافسوا كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم”.

 

وهذا بيان هذه العظة نفعنا الله بها وهو:

– بيان رغبة الإنسان وإن كان من الصالحين في المال القليل والكثير.

– بيان الكمال المحمدي خلقا وأدبا وحسن معاملة فصلى الله عليه وسلم تسليماً.

– بيان أن الفقر لا يضر المؤمن الصالح حصوله عليه.

– بيان أن الغنى ضرر يخشى على المؤمن الصالح حصوله عليه.

– بيان أن التنافس في جميع المال وبذل الجهد في ذلك عاقبته هلاك صاحبه.

– التحذير النبوي من الاغترار بالمال وهو خضرة حلوة، والنفس ترغب في ذلك، وعليه فعلى العبد الصالح أن يحذر هذا المال فلا يأخذه إلا بحقه، ولا يضعه إذا أخذه إلا في حقه، وذلك ليكون نعم المعونة له على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. أما من أخذه بغير حقه فإنه لا ينفعه ويكون كالآكل الذي لا يشبع. وخلاصة هذه العظة أنها للعبد الصالح الحذر من الدنيا وطلبها والتنافس فيها سواء في المساكن أو المراكب أو الملابس وحتى في المآكل والمشارب. فالقصد القصد أيها العبد الصالح، واعرض عن فتنة المال، وإن وجد فأنفقه في مرضاة الله تعالى.

العلامة أبو بكر الجزائري