عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

روى البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قولها: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض. وقولها رضي الله عنها: “ما أكل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر”.

 

وجه العظة: إن وجه العظة هو أنه إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشبع من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض وهي مدة عشر سنوات، وأنه صلى الله عليه وسلم ما أكل أكلتين في يوم واحد إلا إحداهما تمر. ونحن نأكل في اليوم الواحد ثلاث مرات من البر ومما هو خير من البر فكيف يكون شكرنا لله تعالى، وبم يكون؟؟ والجواب يكون شكرنا لله تعالى بلفظ الحمد لله الذي لا يفارق ألسنتنا في غالب أوقاتنا، ويكون بطاعاتنا للمنعم سبحان وتعالى وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه، كما يكون بحبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وبحب كل ما يحبانه من الاعتقاد والأقوال والأعمال والذوات. ومظاهر هذا الشكر الذي بيناه: الإحسان الخاص والعام فالإحسان العام هو أن نحسن لكل مؤمن ومؤمنه، ولا نؤذي عباد الله مؤمنهم وكافرهم لأنهم عباد ربنا عز وجل، ونحن مأمورون بالإحسان إلى الجميع وبعد الإساءة إلى الجميع كذلك. ومن العظة في هذا الحديث الشريف الصحيح أننا لا نسرف في أكلنا ولا شربنا ولا في غيرهما كالملبس والسكن والمركب، ويساعدنا على ذلك ذكرنا دائما ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وأصحابه وهو أولياء ومن أحب خلقه إليه. وبذلك نجتنب الزائد على الحاجة الضرورية، فلا يكون لنا مسكنان ولا سيارتان إلا من الضرورة تتطلب ذلك، والله تعالى نسأل أن يثبتنا على منهم رضاه وسبيل حبه وحب لقاه آمين.

العلامة أبو بكر الجزائري