روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إني اتخذت خاتما من ذهب فنبذته” وقال: “إني لن ألبسه أبداً”. فنبذ الناس خواتيمهم.
إن وجد العظة في هذا الحديث النبوي الشريف الصحيح هي كالآتي:
1- حرمة التختم بالذهب للرجال، وحليته للنساء، والحكمة أن الرجال للجهاد والعمل لا للزينة والجمال، وأما النساء فهن للتحلي والتجمل للإنجاب وهو ولادة الذكور والإناث ليعبدوا الله عز وجل بذكره وشكره وهو سر هذه الحياة وعلة هذا الوجود، ولنقرأ قوله تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ … “.
2- وجوب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في الفعل والترك، لذا لما تختم صلى الله عليه وسلم بخاتم الذهب تختم به أصاحبه، ولما نبذه نبذوه، والله تعالى اعلم يقول “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ”.
3- بيان سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي إما فعلية وإما قولية، ومنها الواجب ومنها المستحب، والقرائن تبين ذلك وتوضحه، مثال ذلك لما تختم الرسول صلى الله عليه وسلم بخاتم الفضة دل ذلك على جوازه بل واستحبابه، ولما نبذ خاتم الذهب من يده دل ذلك على حرمة التختم بالذهب، ووجوب نزعه من يد صاحبه.
العلامة أبو بكر الجزائري