عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

عظات وعبر من أحاديث سيد البشر

روى البخاري رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” قال كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: “إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة”، إن لهذا الحديث سببا في قوله وهو أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “متى الساعة؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم يقوله إذا ضيعت الأمانة فانظر الساعة فقال الأعرابي: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ فقال: إذا أسند الأمر على غير أهله فانتظر الساعة”.

ووجه العظة من هذا الحديث الشريف الصحيح هو:

أن الساعة آتية لا محالة وان لوقتها علامات صغرى وكبرى، وقد ظهرت عشرات العلامات الصغرى ومن أبرزها حديث: ” سيكون من أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال ينزلون بها على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات. مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات”. فهذه أبرز علامة إذ الرجال اليوم يركبون السيارات كأشباه الرحال وينزلون بها على أبواب المساجد، والنساء كاسيات عاريات على رؤوسهن ما يعرف “الباروكه”، وهن مائلات في مشين مميلات لقلوب من ينظر إليهن. وأما تضييع الأمانة وهو علامة من علامات الساعة، تضييع الأمانة فسره الرسول صلى الله عليه وسلم بإسناد الأمر إلى غير أهله، والذين يسندون الأمر على غير أهله فيسندون الولاية والقضاء والفتوى والعلم إلى غير أهلها، وبذلك يكثر الشر والفساد والخبث، إذ المفروض هو إسناد الأمر إلى من هو أهل له، وبذلك يكثر الخير ويقل الشر ويكثر الصلاح ويقل الفساد، أما مع إضاعة الأمانة التي عليها مدار سعادة وعزها ونجاتها، فإن ساعة الشر والفساد والخبث واقعة والواقع شاهد.

 

العلامة أبو بكر الجزائري