توقع البروفيسور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بأن تقوم الجزائر بتحرك أكبر داخل مجلس الأمن الدولي خلال الربع الأخير من السنة الجارية لتسوية الأزمة الليبية، وكذلك ضمن الإطار الثلاثي المستحدث للقمة التشاورية بين الجزائر وتونس وليبيا والمنتظرة قريبا بالعاصمة طرابلس، مشددا في المقابل، أن أي تقارب جزائري-مصري سيؤدي إلى المزيد من التوافق بين الطرفين المتنازعين.
وأكد البروفيسور إدريس عطية، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية وخلال برنامج “ضيف الصباح” على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن الاستقبال الباهر والكبير الذي خص به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال زيارة العمل والأخوة لجمهورية مصر العربية يعكس روح وعمق أواصر العلاقة التاريخية بين البلدين باعتبارها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس إلى الخارج مباشرة بعد إعادة انتخابه لعهدة رئاسية جديدة للمنطقة العربية وهي تجيء في ظل ظرف إقليمي خاص جدا وشديد التعقيد بفعل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من سنة من قبل الإحتلال الصهيوني. وقال البروفيسور عطية، إن هذه الزيارة في غاية الأهمية بالنظر إلى التحالف الاستراتيجي والتاريخي العميق القائم بين الجزائر والقاهرة وهو من شأنه أن ينعكس إيجابا على وحدة الصف العربي والتعاون بين الدولتين لحلحلة القضايا الشائكة في المنطقة العربية وكذا تعزيز التنسيق والتشاور فيما يتعلق بالتزامات البلدين داخل الاتحاد الإفريقي وسبل العمل معا لمواجهة التحديات الجديدة بالقارة الإفريقية. وأضاف قائلا: “زيارة رئيس الجمهورية إلى القاهرة – ثم سلطنة عمان بدءا من الإثنين، كانت ضرورية في هذا التوقيت وتدخل في إطار التحرك عربيا من أجل تحقيق واستعادة التوازن في المنطقة العربية والتحرك معا لوقف العدوان على قطاع غزة عبر آليتين، الأولى وتتمثل في الجانب الإغاثي الإنساني عن طريق العمل على إدخال المساعدات لسكان غزة والثانية تتعلق بسبل التحرك المشترك لإيقاف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين من خلال الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي. وتابع قائلا: “الزيارة هي أيضا ذات أبعاد شرق أوسطية بما فيها العدوان الصهيوني ضد لبنان واستمرار هذا الكيان في ضرب كل جبهات المقاومة في المنطقة بدء من غزة ووصولا إلى لبنان واليمن، حيث لم تتوقف الجزائر عن المطالبة بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يضع حدا لهذه الحرب التوسعية والمدمرة لخيرات لمنطقة”. وشدد البروفيسور عطية، على القول “الجزائر تولي أهمية قصوى رفقة مصر للأمن القومي العربي والذي ما فتئ يتعرض لانتكاسات عدة بسبب الأوضاع الخطيرة في عدد من دول الجوارومنها السودان حيث يوجد تطابق في وجهات النظر بين البلدين حيال هذه المسألة بدء من وقوفهما مع الحكومة والجيش السوداني ضد كل الأطراف والجهات التي تسعى لتقسيم السودان من جديد مع الحرص في نفس الوقت على عدم التدخل في شؤونه الداخلية”. وبخصوص المعضلة الليبية، اعتبر ضيف الإذاعة، بأن هذه الأزمة كانت ملفا مركزيا في زيارة الرئيس عبد المجيد تبون للقاهرة وقال على وجه التحديد “الزيارة كانت فرصة لإحداث تقارب في موقف البلدين حيال هذه الأزمة على اعتبار أن الجزائر أقرب إلى الحكومة الشرعية في طرابلس بقيادة المجلس الرئاسي القائمة في الجهة الغربية من البلاد في وقت دأبت فيه مصر على مناصرة الحكومة التي شكلها مجلس النواب الليبي في بنغازي شرقي البلاد”. واسترسل قائلا: “أي تقارب جزائري-مصري سيؤدي إلى المزيد من التوافق بين الطرفين المتنازعين ويفتح الطريق أمام إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية تمكن ليبيا من استعادة عافيتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والعودة لممارسة دورها في المنطقة العربية بما يحقق الرفاهية والأمن والاستقرار للشعب الليبي وكل المنطقة”.
سامي سعد