عطلة ديبلوماسية بكوبا، صفقات مع نيجيريا.. و”مساومة” جنوب إفريقيا…المخزن يوزع “الطُعم” على حلفاء الجزائر

elmaouid

الجزائر- أبانت الرباط عن “جرأة” صريحة في المضي بـ”مراجعاتها” الديبلوماسية إلى أقصى حد لهامش المناورة  وفق منطق “فن الممكن” في متغيرات العلاقات الدولية، لتفتح “أجندة” جديدة اتضح أنها غير معقودة فقط على العودة إلى الاتحاد الإفريقي الذي يقوده أساسا محور الجزائر، نيجيريا وجنوب إفريقيا بالإضافة إلى محور مصر ومنطقة القرن الافريقي، لكن على استهداف حلفاء الجزائر الرئيسيين.

وفق هذا المنطق، تنتهي هذا السبت زيارة محمد السادس إلى كوبا التي أمضى فيها “عطلة” بدت ديبلوماسية أكثر منها سياحية ترفيهية، خاصة وأنها تتزامن مع “التقلبات” التكتيكية التي تشهدها الديبلوماسية المغربية في بلورة عدائها وصراعها مع الجزائر ،  وهي “الوصفة” الجديدة التي يعمل من خلالها المغرب على التخلص من العزلة الجغرافية التي “خنقت” طموحاته في المنطقة و “قبرت” مستقبل ميناء طنجة والبوابة الإفريقية عبر الاطلسي، ثم طردها من القرقرات وتأزم علاقاتها مع موريتانيا، بالسعي لتعويضها بالحضور الديبلوماسي المكثف على الصعيد الدولي، سواء في الهيئات أو على المستوى الثنائي، وهذا النهج الجديد جر الرباط إلى الاجتهاد في “ترميم” العلاقات مع مصر بنظامها الجديد، وقد اتضح ذلك في تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بخصوص الموقف المصري من قضية الصحراء الغربية الذي يعتبر ثاني أكبر متخاذل للقاهرة في حق الشعوب المستعمرة بعد اتفاقية كامب دايفيد..

وعلى صعيد مواز، أفاد موقع إخباري مغربي، الجمعة، أن حاكم دبي ودولة الإمارات عملا على إطلاق اتصالات سرية لوقف التصعيد بين المغرب  وجنوب إفريقيا، بناء على ملف ترى فيه أوراق ضغط “عمليات تستهدف أمن البلدين” بفعل أن الرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، يواجه  مظاهرات تدعو إلى رحيله، لتراجع تحالفه مع إدارة ترامب، وتورط حكومته في شبهات فساد.

وأضاف الموقع أن الامارتيين استثمروا علاقتهم مع عائلة “غوبتا” المستثمرة على أراضيهم، والمعروفة بعلاقتها الوثيقة مع عائلة الرئيس زوما ومحيطه، وجرت اتصالات مع الضابط، جونسون نينجي، الذي كان في مهمة لهذه الغاية.

وناقشت الأطراف خفض التوتر في علاقات الرباط وجوهانسبورغ، ووقف استهداف الشخصيات، والمساعدة على عودة العلاقات إلى ما أسمته” الخطوط الحمراء” السابقة.

ومن جهة أخرى كان المغرب قد وقع اتفاقا مع نيجيريا لإنجاز مشروع أنبوب غاز يربط البلدين ودولا إفريقية أخرى بأوروبا،  وهو المشروع الذي شكل تهديدا اقتصاديا حتى لموسكو وليس فقط على المستوى السياسي، لتكون هذه الاخيرة بمثابة “طعنة في الظهر” بدأت تتضح ملامحها أكثر مع مواعيد “تمتحن” فيها أبوجا بخصوص ثبات ولائها للمحور الإفريقي الذي تتوسطه وتعد حلقة مركزية فيه.

وبالعودة إلى أسباب الزيارة الغريبة والجريئة لمحمد السادس إلى كوبا التي دامت 9 أيام ، فقد أثارت عديد التساؤلات مفادها ” كيف يمكن لرئيس دولة علاقاته السياسية والدبلوماسية مقطوعة مع بلد ما، ويذهب لقضاء عطلة مع عائلته في ذلك البلد”.