أكد أحمد عطاف، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك على أهمية بناء علاقة استراتيجية بين منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
كما أكد، على أهمية تعميق التعاون والتنسيق بين المنظمتين لتحقيق السلم والأمن في المنطقة العربية، وهي القضية التي تزداد تعقيداً في ظل الأزمات المستمرة.
الشراكة بين المنظمتين: ضرورة ملحة للسلام والاستقرار
وفي كلمته، أبرز أحمد عطاف أن المنطقة العربية تعيش في تحديات خطيرة تتطلب المزيد من التنسيق بين مختلف الأطراف الدولية والإقليمية. ولفت إلى أن العالم العربي بحاجة إلى شراكة قوية تساهم في تعزيز العمل الدبلوماسي وتعيد الاعتبار للجهود المشتركة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في إيجاد حلول عملية للأزمات المستمرة في المنطقة. وفي هذا الصدد، أشار إلى أن هذه الشراكة ينبغي أن تقوم على أساس التفاعل الدائم والحوار البناء بين المنظمتين لتحقيق استقرار المنطقة. وأكد عطاف أن الشراكة بين المنظمتين يجب أن تكون قائمة على إطار مؤسساتي قوي يضمن استمرارية العلاقة ويتيح استفادة كل منهما من الخصائص النوعية التي تتمتع بها. ومن خلال ذلك، يمكن العمل على تحقيق الاستقرار الإقليمي، والسلم الدولي، عبر تعزيز دور الدبلوماسية العربية على الساحة الدولية.
القضية الفلسطينية.. مفتاح الأمن الإقليمي
في إطار الحديث عن تحديات المنطقة، أبرز أحمد عطاف في كلمته، أن حل القضية الفلسطينية يمثل المفتاح الأساسي لاستعادة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. فقد شدد على أن تاريخ المنطقة، سواء في الماضي أو الحاضر، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إقصاء القضية الفلسطينية من معادلة السلم الإقليمي لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر وتفاقم الأزمات في مختلف البلدان العربية. وأكد أن هذا التوجه، يستدعي حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام في غزة، وأن المفاوضات حول هذا الحل يجب أن تُستأنف في سياق يشمل جميع الأطراف المعنية ويخضع لإطار الشرعية الدولية.
التدخلات الخارجية: عائق أمام الحلول السياسية
كما أشار أحمد عطاف، إلى أن التدخلات الخارجية في الشؤون العربية أصبحت عاملاً مشتركاً بين جميع الأزمات في المنطقة، من ليبيا إلى سوريا ومن السودان إلى اليمن، أصبحت هذه التدخلات تشكل عائقاً كبيراً أمام إيجاد حلول سياسية حقيقية للأزمات القائمة. ودعا في هذا السياق، إلى ضرورة وضع حد لهذه التدخلات التي لا تسهم إلا في تعميق الأزمات. وأشار إلى أن هذه التدخلات تمثل تهديداً للسيادة الوطنية للدول العربية، مؤكدًا على أن الحلول يجب أن تنبثق من داخل المنطقة، وأن الدور العربي في حل الأزمات يجب أن يكون محوريًا.
فرصة تاريخية للمنطقة.. تجاوز أخطاء الماضي
وأوضح عطاف، أن المنطقة العربية اليوم أمام فرصة تاريخية لتجاوز أخطاء الماضي، خاصة من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يُعتبر فرصة لتفعيل مسار سياسي جديد من شأنه دفع الجميع نحو حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية. هذا الاتفاق يمثل بداية إعادة بعث الجهود الدولية الهادفة إلى وضع حد للتوترات في المنطقة وتفعيل حل الدولتين كحل نهائي وشامل.
دور الجزائر في تعزيز هذه الشراكة
كما أعرب أحمد عطاف عن تأكيد الجزائر في دعم تعزيز العلاقات بين جامعة الدول العربية و منظمة الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الجزائر قد لعبت دورًا مهمًا منذ انضمامها إلى مجلس الأمن، حيث سعت أن تكون لسان حال المجموعة العربية. وأكد أنها تبذل جهودًا مستمرة في مرافعة هموم الدول العربية والتأكيد على قضاياهم في المحافل الدولية. كما شدد على أن الجزائر ستواصل العمل من أجل تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة لدعم حلول سلمية للأزمات التي تعصف بالدول العربية. هذا التوجه يعكس التزام الجزائر بمسؤولياتها الدولية في إطار العمل متعدد الأطراف.
التأكيد على التكامل بين المنظمتين
وفي ختام كلمته، أشار أحمد عطاف إلى أن المنطقة العربية بحاجة إلى علاقة تكاملية بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لتطوير وتعظيم تأثير المنظمتين. وحث على أن هذه الشراكة ليست فقط ضرورية لتحقيق السلم والأمن الإقليمي، بل هي أيضا جزء من المنظومة الدولية التي يجب أن تستفيد من كل فرص التعاون المتاحة لضمان استقرار مستدام.
إيمان عبروس