أكدت هيئات رسمية وكيانات سودانية مختلفة في بيانات منفصلة، الدخول في عصيان مدني، انطلاقا من الثلاثاء، في خطوة للاحتجاج على سقوط قتلى في مظاهرات، الإثنين، بالعاصمة الخرطوم، تزامنا مع ردود أفعال دولية و أممية رافضة لاتخاذ السلطات العنف الشديد.
ودعت لجان المقاومة في بيان لها “كل الثوار والثائرات لإغلاق الخرطوم إغلاقا شاملا ونصب المتاريس في كل مكان”.
كما طالبت كل “المهنيين والموظفين والعمال (..) بالتنسيق الجيد مع لجان المقاومة تحضيرا للإضراب العام وتنفيذ للعصيان المدني يومي 18 و19جانفي الجاري”.
من جهتها أعلنت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم الحكومية، الدخول في عصيان مدني لمدة يومين اعتبارا من الثلاثاء.
من جانبها، وجهت شبكة الصحفيين السودانيين غير حكومية نداءً عاجلًا إلى كل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان دوليا واقليميا، لحملة تضامن دولية لوقف جرائم قوات السلطة ضد الإنسان السوداني.
كما، أعلنت كيانات طبية سودانية في بيان مشترك الانسحاب الكامل من مستشفيات الجيش والشرطة والأمن و الإضراب أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس مع الالتزام التام بتغطية الطوارئ والمشاركة بقوة في العصيان المدني طيلة أيام الإضراب.
وقال البيان إن “بقاء هذه السلطة القاتلة على صدور السودانيين مهدد حقيقي لبقاء الدولة السودانية ويجب أن تسقط هذه العصابة ويُقاد مارشالاتها صاغرين الى المقاصل دون رحمةٍ او هوادة”.
فيما دعت وزارة الصحة بحكومة الخرطوم “كافة منتسبيها للاستجابة لدعوات العصيان المدني الشامل والانسحاب من كافة المستشفيات العسكرية في العاصمة والولايات، وذلك رفضاً للمجازر القمعية واغتيال السلميين العُزّل من أبناء وبنات الشعب السوداني، والإضراب عن الحالات الباردة لمدة 3 أيام”.
وفي السياق ذاته، دعا 9 أعضاء في مجلس الأمن الدولي في بيان مشترك تلاه سفير المكسيك لدى الأمم المتحدة خوان رامون دي لا فوينتي باسم بلاده وكل من ألبانيا والبرازيل وفرنسا والغابون وغانا وإيرلندا والنروج وبريطانيا “جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس” في السودان.
ودعا الإعلان الذي صدر عقب اجتماع اعتيادي لمجلس الأمن مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الأطراف السودانية إلى “الامتناع عن اللجوء إلى العنف”، مشددا على “أهمية الاحترام الكامل لحقوق الإنسان بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير”.
وعلى الصعيد ذاته، أعلنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان يونيتامس رفضها استمرار استخدام الذخيرة الحية لمواجهة التظاهرات.
إلى ذلك، اجتمع ممثلون للمجموعة الرباعية بشأن السودان، التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الاثنين، في مقر وزارة الخارجية السعودية.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية، شهد الاجتماع التأكيد على الالتزام بمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار الدائم في السودان، والاستمرار في تنفيذ أجندة الإصلاحات، وتقديم الدعم للسودان، وكذلك لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان “يونيتامس”.
من جهتها، أعربت وزيرة المملكة المتحدة للشؤون الإفريقية، فيكي فورد، عن صدمتها من تصرفات قوات الأمن السودانية بـ”الرد على الاحتجاجات السلمية بالذخيرة الحية”.
وحثت فورد السلطات السودانية على “إظهار التزام حقيقي بالمناقشات التي تديرها الأمم المتحدة، وأن توقف إراقة الدماء”.