عصابات نسائية ترعب سكان الأحياء الجديدة بكوريفة وبن طلحة

elmaouid

كشفت بعض القضايا قيد التحقيق عند الأجهزة الأمنية، هيمنة النساء على الفعل الإجرامي وسيطرتهن على الأحياء السكنية بعاصمة البلاد، حيث تستعمل بعضهن الفتيات القاصرات كطعم للإيقاع بالضحايا وأخريات زاحمن

الشباب في بيع المهلوسات والمخدرات.

تسجل مصالح الأمن يوميا قضايا مخدرات تتزعمها عصابات المافيا في صفوفها جميع الأعمار، وإن كان نشاطها في السابق حكرا على الرجال، أصبحت مصالح الأمن في الآونة الأخيرة، تسجل العديد من القضايا تخص عصابات إجرامية تترأسها النساء، بعضهن تستعمل كطعم للإيقاع بالضحايا وأخريات زاحمن الرجال حتى في العمل الإجرامي.

وحسب إحصائيات نشرها موقع سكوب، تتزعم المطلقات بعض العصابات المعروفة في ترويج المخدرات وبيعها، في عدة أنحاء من العاصمة وخصوصا بالأحياء السكنية الجديدة، ولعل الظروف الاجتماعية القاهرة التي تعيشها هذه الفئة جعلتها تندمج في هذه القوقعة السوداء، فبين تعاطي المخدرات والمتاجرة، هناك خيط رفيع، إذ غالبا ما يجد المدمن على تلك الممنوعات نفسه متورطا بطريقة أو بأخرى في المتاجرة فيها، وبالنسبة للنساء، فمعظمهن من عانين من مشاكل في حياتهن ما جعلهن يلجأن إلى تعاطي المخدرات للهروب من واقعهن الأليم، وهناك من تتاجر بالمخدرات بهدف الربح السريع.

وتعرف بعض بلديات العاصمة خصوصا الشرقية منها تناميا رهيبا لظواهر سلبية كانت إلى وقت قريب غريبة عن المجتمع العاصمي، غير أن الإختلاط وبروز التمدن كان وراء ظهور الإجرام والعنف، حيث يظهر ذلك بشكل واضح في الأحياء الجديدة التي عادة ما يسكنها أشخاص وعائلات غير مترابطة الأصل، لكونهم ينحدرون من عدة مناطق غالبيتهم من خارج العاصمة ممن يشتغلون في مهن تحتم عليهم التنقل إلى عاصمة البلاد.

أحياء بن طلحة ببراقي، كوريفة بالحراش والحي السكني الجديد سي مصطفى ببومرداس، هي أحياء أنشئت مؤخرا في إطار التوسع العمراني للعاصمة، وهي تعرف إنزلاقا خطيرا في الإجرام سيما الاعتداءات التي وصلت حد القتل كان آخرها مقتل شاب في مقتبل العمر وجد مرميا ببلدية الرغاية، ناهيك عن حالات المعاكسة اليومية للفتيات خاصة وأن الأهالي بهذه المناطق يتحدثون عن الإعتداءات الجسدية التي تصنع الحدث، حيث ذكر السكان بأنهم تعرضوا لعمليات سطو تمثلت في سرقة مقتنياتهم ومجوهراتهم ما أثار غضبهم وسخطهم، مطالبين المصالح المعنية بالتكفل بالمشكل ووضع حد لهاته العصابات، وقال السكان إن العصابات التي تمتهن هذه الظواهر السلبية تستغل ظلمة الليل وهدوئه لتنفذ أفعالها الإجرامية الدنيئة، خاصة وأن بعض هذه الأحياء يشتكي نقصا كبيرا في الإنارة العمومية، ومما شجع هذه العصابات وجود مسالك قرب هذه الأحياء ومنها الفرعية، وهي التي يستغلها هؤلاء للترويج لسمومهم كالمخدرات والكحول وغيرها، حيث تتحول العمارات الجديدة إلى وكر مريح لهذه العصابات المتاجرة في هذه الممنوعات.

هذا، وقد شرعت مصالح الدرك الوطني في وضع فرق إقليمية وفصائل للتدخل داخل الأحياء السكنية الجديدة بهدف وضع حد لظاهرة الصراعات وحرب العصابات ما بين الأحياء عن طريق القضاء على بوادرها بنفس المكان، وبالتالي عدم ترك المجال لنمو الإجرام وتطوره داخل الأحياء، وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن فصائل الأمن والتدخل التي سيتم إنشاؤها داخل الأحياء ستلعب بالدرجة الأولى دور المحافظة على الأمن عن طريق محاسبة جميع الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات العنف من خلال خلق مشاكل يومية عن طريق توقيفهم والتحقيق معهم لمنع تطور الأحداث التي تصل إلى صراع بالسيوف وحرب العصابات التي انتشرت مؤخرا في الأوساط خاصة الأحياء الجديدة التي أصبحت خليطا من سكان مختلف المناطق الذين تم ترحيلهم إلى تلك الأحياء، علما أن حرب العصابات تطورت خلال السنوات الأخيرة سواء داخل الحي السكني نفسه أو ما بين الأحياء، حيث تخلف خسائر مادية عن طريق إقدام المتشاجرين على كسر وتحطيم السيارات وجميع المركبات المتوقفة داخل الحي أو اللجوء إلى تحطيم أبواب العمارات أو ما يعرف بالمداخل الرئيسية، علما أن الحروب داخل الأحياء تطورت إلى حروب عصابات تستنجد عصابة بأخرى من الحي المجاور للهجوم على شباب الحي الذي تجمعهم بهم عداوة لتنفيذ الهجوم مثل ما حدث منذ عدة أشهر على مستوى حي كوريفة، إلى جانب الحروب التي اشتعلت على مستوى العديد من الأحياء.