لي في الحروف عشق وجنون، جنون حروفي كالموج الهادر في شتاء سادر وصيف حائر بين رطب الندى ولهيب السعير، ووطن ثائر عده الأعراب إكليل الياسمين في أمة وشاحها دم الأحرار وأعناق الحالمين، لماذا تعطرت بلاد الياسمين بأريج شقائق النعمان وذبلت بتلات القرنفل والريحان؟ آفاق النيام على وشوشة لطيفة كالعتاب ربان السفينة اكتفى من شطآنها وأغمض جفنيه جمال حسانها وخضرة وارف اشجارها وترجل إلى خلد مكانها ماذا تنتظرون يا عرب الصحاري وسكان البوادي وأسلاف النضال من البربر والعجم وبلاد الغال …… ما هو التدبير؟ أعناق تدق ودماء تراق وسهام مارقة نصلها فاروق بين تجار الكتاب تعتلي سدة الحساب ولصوص التاريخ تسكب النار على أشباه شيغيفارا.. وينعم البارود برقص القرود كلت الشعوب من التخفي بين البارود والقبور في أمة لا تستحي دفن الجثث بين تكبير الصلاة واحرام الحجات، حجوا إلى وطني وكمموا أفواهكم وأنتم تعبرون ستفاجؤون… بشاعر الخضراء ينشد من الجنوب هادرا حماة الحمى نموت نموت ويحيا الوطن ومن الساحل الازوردي تنتصب روضة الرياحين لاب زهرة الياسمين مزارا لحبيب السلام والأمين عصية عروس بحر الشمال تنتفض ولا تثار بالقصاص من المارقين فلا تحزنوا للرحيل هو سنن ولا تأسفوا بالكلام وهو هذر .. غدا تخلع الخضراء سوادها… وتتثنى بين أترابها وتغزل من جنة سلامها… سنابل تعمي الأبصار براقا في وطني صدقا تمطر السماء ياقوتا ومرجانا.
ليلى البكوش/ تونس