استقبل عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة، الأربعاء، بمقر المجلس، سعادة فايز أبو عيطة، سفير دولة فلسطين بالجزائر، في زيارة مجاملة تكتسي طابعا سياسيا وإنسانيا بالغ الأهمية في ظل المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وجاء اللقاء في وقت تتصاعد فيه حدة العدوان الصهيوني على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط صمت دولي مقلق وتراجع غير مسبوق للعدالة الأممية. وفي هذا السياق، جدد رئيس مجلس الأمة الموقف الثابت والداعم للجزائر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن الجزائر تعتبر فلسطين قضية وطنية جوهرية، ولا يمكنها أن تتوانى عن تقديم أي دعم ممكن لنصرتها. وأبرز ناصري، أن التحركات الجزائرية في مجلس الأمن، بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تأتي في إطار الواجب الأخلاقي والسياسي، مشيرا إلى أن الجزائر تواصل مرافعاتها من أجل وقف الإبادة بحق المدنيين الفلسطينيين، ومحاسبة المحتل الصهيوني، وفرض احترام القانون الدولي الإنساني. كما شدد رئيس مجلس الأمة على أن توجيهات رئيس الجمهورية بتكثيف التحرك الدولي لصالح فلسطين، وإعمار غزة بعد وقف العدوان، تأتي ضمن رؤية استراتيجية راسخة تعتبر أن الجزائر تقف مع فلسطين “ظالمة أو مظلومة”، كما شدد على أولوية دعم حل الدولتين كخيار عادل ونهائي. وفي جانب آخر من حديثه، ذكر ناصري بالدروس التاريخية المستلهمة من وحدة الشعب الجزائري خلال ثورة نوفمبر المجيدة، داعيًا إلى إحياء روح اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموقع بالجزائر، وتعزيز الصف الفلسطيني الموحد في وجه المؤامرات والانقسامات. ومن جهته، استعرض السفير الفلسطيني آخر المستجدات الأمنية والإنسانية الخطيرة في قطاع غزة، مؤكدا أن العدوان الوحشي يخلّف دمارا هائلا وأوضاعا مأساوية، مشيدا في ذات السياق بالموقف الجزائري الرسمي والشعبي الذي لم يتغير يوما، والذي يعبّر عنه بالفعل قبل القول في كافة المحافل. وأعرب أبو عيطة، عن التقدير العميق لجهود الجزائر الدبلوماسية في مجلس الأمن، وسعيها الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. كما نقل مشاعر الامتنان التي يحملها الشعب الفلسطيني تجاه الجزائر، مشيرا إلى كلمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصف العلاقة بين البلدين بقوله: “جزائر قوية، تعني فلسطين قوية”. وفي ختام اللقاء، جدد عزوز ناصري التزام مجلس الأمة بالاستمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل الأنشطة الثنائية ومتعددة الأطراف، مؤكدًا أن صوت فلسطين سيبقى حاضرًا بقوة في كل المنابر البرلمانية الإقليمية والدولية من خلال الدبلوماسية البرلمانية الجزائرية.
إ. ع
